وكان رحمه الله تعالى يُصلّي ذاتَ يومٍ، فَلَسَعَهُ الزَّنبُورُ سبعَ عشرةَ مرّةً، فلمّا قَضَى صلاتَهُ قال: انْظُروا مَا هذا الذي آذاني في صلاتي؟

فنظروا، فإذا الزَّنبُور قد وَرَّمَهُ  أي: لسعه  في سبعةَ عَشَرَ مَوضِعًا، ولم يَقطَع صلاتَهُ.

قال: كنتُ في آيةٍ، فأحبَبْتُ أنْ أُتِّمَهَا [1] .

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

النموذج السادس: سيدنا الأسود النخعي وشوقه لتلاوة القرآن

كان سيدنا الأسود بن يزيد النخعي رحمه الله تعالى مِن العابدين والتابعين، ومن المحبّين والمتذوّقين لتلاوة كتاب الله القرآن المجيد، وكان يقرأُ القرآنَ في ستٍّ، يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وَكَانَ يَنَامُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ [2] .

ورُوي عن سيدنا إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى أنّه قال: كنتُ أَمسِكُ الأسود في مرضه الذي ماتَ فيه، فلمّا فرغ مِن القراءة دعا [3] .