النموذج السابع: الإمام نافع ومحبّته لقراءة القرآن
كان سيدنا نافع بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى كان إمامًا للنّاس في القراءات، وقد كان الموالي من قبل ثمّ أعتقه الله تعالى، وممّا رُوي أنّه قرأ على سبعين تابعيًّا، ثمّ بدأ في تعليم القراءة طوال حياته حيث بقي إمامًا للنّاس في القراءات بالمسجد النبوي الشريف، فكانت تُشمّ منه رائحة المسك إذا تكلَّم.
قال الشيباني رحمه الله تعالى: قال لي رجلٌ ممّن قرأ على سيدنا نافع بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى: إنّ نافعًا كان إذا تكلّمَ يشمّ مِن فِيهِ رائحة المسك.
فقلتُ له: يا أبا عبد الله! أتتطيّبَ كلّما قعدتَ تقرئ؟
قال: ما أمسُّ طيبًا ولكنّي رأيتُ النبي ﷺ وهو يقرأ في فيَّ، فمِن ذلك الوقت أشمُّ مِن فيَّ هذه الرائحة [1] .
النموذج الثامن: الإمام أبو بكر بن عيّاش ومحبّته للقرآن
كذلك كان سيدنا أبو بكر بن عيّاش رحمه الله تعالى إمامًا في القراءة، وقد رُوي من وجوهٍ عدَّةٍ أنّ سيدنا أبا بكر بن عيّاش رحمه الله تعالى مكثَ نحوًا مِن أربعين سنة يختم القرآنَ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مرّة [2] .