عنوان الكتاب: عشّاق تلاوة القرآن الكريم

فيها على تلاوته، فليَستَمِر في قراءته بين الحين والآخر، وليَقرَأ السور التي حفظها في الصلاة حتى سينال الأجر العظيم بإذن الله تعالى.

وقد رُوي عن أمير المؤمنين سيدنا عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنه أنّه قال: مَنْ قَرَأَ القُرآنَ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الصَّلَاةِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَةَ حَسَنَة، وَمَنْ قَرَأَهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الصَّلَاةِ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ خَمْسُوْنَ حَسَنَة، وَمَنْ قَرَأَهُ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ وَهُوَ عَلَى وُضُوْءٍ فَخَمْسٌ وَعِشْرُوْنَ حَسَنَة، وَمَنْ قَرَأَهُ عَلَى غَيْرِ وُضُوْءٍ فَعَشَرَ حَسَنَات، وَمَا كَانَ مِنَ الْقِيَامِ بِاللَّيْلِ فَهُوَ أَفْضَل؛ لِأَنَّهُ أَفْرَغٌ لِلْقَلْبِ [1] .

القرآن شافع مشفّع

رُوي عن سيدنا عبد الله بن مسعودٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا رسول الله : «الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدِّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ» [2] .

قال الفَقِيهُ أبو اللّيث نصر بن محمّد السمرقندي رحمه الله تعالى في مَعْنَى قَوْلِهِ : «شَافِعٌ مُشَفَّعٌ» يَعْنِي: يَطْلُبُ الشَّفَاعَةَ لِصَاحِبِهِ، وَتُعْطَى لَهُ الشَّفَاعَةُ، وَالْمَاحِلُ: السَّاعِي، يَعْنِي: يَسْعَى لِصَاحِبِهِ أَنَّهُ لَمْ يَقْرَأْهُ، وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ فَيُصَدَّقُ قَوْلُهُ، فَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ، يَعْنِي: يَقْرَأُهُ وَيَعْمَلُ بِهِ قَادَهُ إِلَى


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب آداب تلاوة القرآن، ١/٣٦٦.

[2] "المعجم الكبير"، من اسمه عبد الله بن مسعود، ١٠/١٩٨، (١٠٤٥٠).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34