فَأَخْبَرْنَاهَا فَقَالَتْ: كَانَ يقُومُ اللَّيْلَ خَمْسِينَ سَنَةً، فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ قَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ الصَّلَاةَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِيهَا، فَمَا كَانَ اللهُ لِيَرُدَّ ذَلِكَ الدُّعَاءَ [1] .
وورد عن سيدنا إبراهيمُ بنُ الصِّمَّةِ المُهَلَّبِي رحمه الله تعالى أنّه قال: حَدَّثَنِي الَّذِينَ كَانُوا يَمُرُّونَ بِالحُفَرِ بِالأَسحَارِ، قَالُوا: كُنَّا إِذَا مَرَرنَا بِجَنَبَاتِ قَبرِ سيدنا ثابتٍ البناني رحمه الله تعالى سَمِعنَا قِرَاءَةَ القُرآنِ [2] .
إقرأ وارقِ فمنزلتك عند آخر آية تقرأها
أيها الأحبّة! رأينا كم لتلاوة القرآن الكريم مِن بركاتٍ! ومن بركاته: أنّه شافعٌ ومشفّعٌ، ثم إنّ قرابتنا وصداقتنا وعلاقاتنا كلّها ستنفصل بمجرد أن تنفصل الروح عن الجسد، وينزل الميّت إلى القبر، إلّا أنّ مَن يرتبط بالقران الكريم، ويقوّي علاقة الحبّ به ويهتدي بهديه؛ فإنّه يُدافع عن صاحبه حتّى في ظلمة قبره وأهوال أرض المحشر، فلا يترك صاحبه وحيدًا في أيّ مكان حتّى يقوده إلى الجنّة.
ولذلك فقد ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال سيدنا النبي ﷺ: «يَجِيءُ صَاحِبُ القُرْآنِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ