جواز رؤية الله في المنام مع إمكانية التحدّث معه

رُوي أنّ سيدنا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قال: رأيتُ الله عزّ وجلّ في المنام،  قد تحصل في الدنيا رؤية الله تعالى في المنام، ورؤيته جلّ وعلا في الدنيا يقظة فإنّها مِن خصائص سيدنا الحبيب المصطفى ﷺ، وأمّا في الآخرة فإنّ أهل الجنّة يرون ربّهم تبارك وتعالى كالقمر ليلة البدر لا يُضامون في ذلك، فالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قد رأى ربّه جل وعلا في المنام أكثر مِن مرّة ، ويقول رحمه الله تعالى:

فقلتُ: يا ربّ! ما أفضل ما تقرّب به المتقرّبون إليك؟

قال: بكلامي يا أحمد.

قلتُ: يا ربّ! بفهمٍ أو بغير فهمٍ؟

قال: بفهمٍ وبغير فهمٍ [1] .

أيها الأحبّة! قد اتّضح لنا مِن ذلك أنّ تلاوة القرآن الكريم مِن أفضل القربات وأهمّ الطاعات، يتقرب بها العبد إلى ربّه تعالى، وينال بها قارئ القرآن رضا المولى جلّ وعلا، وهو ذو منزلة رفيعة عند الله، وقد اتّضح لنا أيضًا أنّ فهم القرآن الكريم مهمٌّ جدًّا إذ مَن لا يفهمه ولا يستطيع أن يعمل به غير أنّ تلاوته بدون فهم معانيه أيضًا لا تحرمه مِن كسب الأجر والثواب، ولها أثرٌ كبيرٌ في إنارة القلب وغرس حبّ الله فيه.