عنوان الكتاب: عشّاق تلاوة القرآن الكريم

ما هو الحال المرتحل؟

رُوي عن سيدنا عبد الله بن عبّاسٍ رضي الله تعالى عنهما قال: قال رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟

قال: «الحَالُّ المُرْتَحِلُ».

قال: وَمَا الحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟

قال: «الَّذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ» [1] .

نماذج مِن محبّي القرآن الكريم وتلاوته

أيها الإخوة الأعزّاء! كان سلفنا الصالحون رحمهم الله تعالى يحترمون القرآن الكريم احترامًا حقيقيًّا، وكانوا يتلونه ليل نهار بكثرة، وقد اعتادوا على ختم القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا دون ملل.

النموذج الأوّل: محبّة سيدنا أبي بكر الصدّيق لتلاوة القرآن

لقد ابتنى الخليفةُ الأوّل للسلمين سيدنا أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ،  وذلك قبل هجرته مِن المكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة ، فَكَانَ رضي الله عنه يُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ القُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، يَعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ سيدنا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه رَجُلًا بَكَّاءً، لا يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ القُرْآنَ [2] .


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب القراءات عن رسول الله ، ٤/٤٣٧، (٢٩٥٧).

[2] "صحيح البخاري"، كتاب الكفالة، باب جوار أبي بكر...إلخ، ٢/٧٦، (٢٢٩٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34