ما فائدة الحسرة بعد فوات الأوان؟
إخوتي الأحباء! سَمِعْتُم قِصَّةَ رَجُلٍ مُغْرَمٍ بجَمْعِ الْمَال وادِّخَارِه، ضَيَّعَ حَياتَه في الأَهْوَاء والشَّهَواتِ، وصارَ غرِيقًا في الغَفْلَةِ والضَّلالةِ بدلاً مِن أنْ يَنْتَفِعَ بفُرصةٍ منَحَها الله إيّاه وابْتَعَدَ تَمَامًا عن مُسَاعَدَةِ الفُقَرَاءِ والْمَساكِيْن وعاشَ أَحْلَى حَياةٍ، فلمّا جاءَه مَلَكُ الموتِ لِيَقبِضَ رُوْحَه صَحا قلْبُه مِن سُكْرِ المالِ لكِنْ ما فائِدَةُ الْحَسْرةِ والنَّدامةِ لَمّا خَسرَ حَياتَه، فلْيَأْخُذْ الدّروسَ والعِبر بهذه القِصّةِ مَن يُحِبُّ المالَ حُبًّا شديدًا ولا يُبالِي بخسارةِ الدّنيا والآخِرَةِ.
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
إخوتي الأعزاء الكرام! لا شَكَّ أنَّ الله تعالى أَحْيانًا يُعْطِي الإنْسانَ مالاً كثيرًا، ثُمَّ يَبْتَليه بالْمَصائِب، كما ورد في كتاب "نَفَحاتِ السُّنَّةِ" مِن إصداراتِ مَكتبةِ المدينةِ: إنَّ الصِّحَّةَ وكَثْرَةَ الأَمْوالِ تُسَبِّبُ الذُّنوبَ على الأَغْلَب، فمَنْ كان حَسَنَ الوَجْهِ