كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ ٢٥ وَزُرُوعٖ وَمَقَامٖ كَرِيمٖ ٢٦ وَنَعۡمَةٖ كَانُواْ فِيهَا فَٰكِهِينَ ٢٧ كَذَٰلِكَۖ وَأَوۡرَثۡنَٰهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ ٢٨ فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ ٢٩ [الدخان: ٤٤/٢٥-٢٩].
وقد غَنِمَ الْمُسْلِمُوْن بالْمَدائنِ أَمْوَالاً عَظِيْمَةً مِن الذّهَبِ والْفِضّةِ, وكان في جملةِ ذلك تَاجُ كِسْرَى أنُوشِرْوَان وهو مُكَلَّلٌ بالْذّهَبِ وكذلك أسْيافٌ وأدْرَاعٌ ومَغافِرُ وخَناجِرُ مُرَصَّعَةٌ بالْجَوَاهِرِ، وخَيْلٌ مِن ذَهَبٍ، عليها فارِسٌ مِن ذَهَبٍ مُكَلَّلٌ بالْجَوْهَرِ، وعلى رَأْسِه تَاجٌ مِن يَاقُوْتٍ ودُرٍّ، ونَاقَةٌ مِن ذَهَبٍ عليها شَلِيْلُ ذَهَبٍ، وكُلُّ ذلك مَنْظُوْمٌ باليَاقُوْتِ، وبسَاطُ كِسْرَى في إيْوَانِه، وهو مَسْنُوْجٌ بالذَّهَبِ واللآلئ والْجَوَاهِرِ الثَّمِيْنَةِ، ومِسَاحَتُه سِتُّوْنَ ذِرَاعًا في سِتِّيْن، وضَرَبَ الْمُسْلِمُوْن مِثَالاً تاريْخِيًّا في جَمْعِ الغَنَائِمِ، فلَمْ يَخُنْ أيُّ أَحَدٍ فلو وَجَدَ أيَّ شيءٍ مِن إبْرةٍ أو أَلماسٍ أو غيرِ ذلك بَعَثَه إلى كُوْمَةِ الكُنُوْزِ[1].