إخوتي الأحباء! مَن أَحَبَّ إنفاقَ مالِه في سبيلِ الله فإنّه سعِيدٌ، ومن انْغَمَسَ في مَلَذَّاتِ الدُّنيا واتَّبَعَ الشَّهَواتِ فإنَّه فَضَّلَ عبوديةَ الشيطان، قال سَيِّدُنا الإمَامُ مُحَمّدُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ محمدٍ الغزاليُّ رحمه الله تعالى في "إحياء عُلُوْمِ الدِّيْن": قِيْلَ: إنّ أَوَّلَ ما ضُرِبَ الدِّيْنَارُ والدِّرْهَمُ رَفَعَهُمَا إبْلِيْسُ ثُمَّ وَضَعَهُمَا على جَبْهَتِه ثُمَّ قَبَّلَهُمَا وقال: مَنْ أَحَبَّكما فهو عَبْدِي حَقًّا[1].
إخوتي الأحباء! كان السَّلَفُ الصّالِحُ رضي الله عنهم لا يُفَكِّرُون في المالِ والثَّروَةِ، ويتَّصِفُون بالقَناعَةِ والتَّوَكُّلِ، وكانوا هُم السُّعَداءَ بأنّ هَمَّهم الْمُستقبلُ الأُخْرَوِيُّ دونَ المستقبِلِ الدُّنيَوِيِّ، ويَعلَمُون أنَّ حُبَّ المال سَبَبٌ في الذُّلِّ، قال الشَّيْخُ الشِّبْلِيُّ رحمه الله تعالى: ما أَحَبَّ أحَدٌ الدِّينارَ إلاّ أَذَلَّه اللهُ تعالى[2].