مكتبة المدينة: هَلْ أَرْسَلْتَ الرِّسَالَةَ الدَّعْوِيَّةَ إلى أَحَد الإخْوَةِ على الأَقَلِّ؟ (تَرغيباً في الرِّسَالَةِ إلى السَّفَرِ في سبيلِ الله معَ قافِلَةِ الْمَدِينَةِ ومُحَاسَبَةِ النَّفْسِ بطَريْقِ جَوَائِزِ المدينة)، نَرْجُوْ منكم الالتِحاقَ ببيئَةِ المدينةِ لِمَركَزِ الدّعوَةِ الإسْلامِيَّةِ طُوْلَ الْحَياةِ ومُحاوَلَةَ العَمَلِ على جَوَائِزِ المدينةِ، فبذلك تُنَالُ نَفَحاتُ الصّالِحِين وبَرَكاتُ الدُّنيا والآخِرَة بإذْنِ الله تعالى، ويَزْدادُ الْحِرْصُ على الطّاعاتِ بَدَلاً من كَثْرَةِ الْحِرْصِ على المالِ.
إخوتي الأحباء! أكْثَرُ النّاسِ في زَماننا هذا ليس لديهم هَمٌّ إلاّ جَمْعَ المالِ والثَّرَواتِ، ولا يُبالُوْن بالأَذَى، وإذا رُغِّبَ أحَدُهم في جَمْعِ الْحَسَناتِ لِلآخِرَةِ فإنَّه يُبْدِي الْحِيَلَ بأنَّه مَشغُولٌ بالوَظِيفَةِ أو التِّجارَةِ، ويَنْسَى الْمُستَقبِلَ الأُخْرَوِيَّ نَتِيجَةً لِسَعْيِه لصَلاحِ مستقبلِ الأَطفال الدُّنيَوِيِّ، ولا يُرَكِّزُ إلاّ على دِراسَتِهم وعَمَلِهم وزَواجِهم، فلا يَذْهَبُ تَفكِيْرُه إلاّ إليه، بينَما الصّالِحُوْن رحمهم الله تعالى كيفَ يُفَكِّرُون في الْمُستقبلِ