استعمال المال والوبال الأخروي

إخوتي الأحباء! فليَنْتَبِهْ الأَغْنِياءُ الْمُتَوَسِّعُون الْمُتنَعِّمُون بالنِّعَمِ الدُّنْيَويَّةِ في إنفاقِ أَمْوالِهم، لأَنَّ اسْتِخْدامَ الأَمْوالِ بطَرِيقَةٍ خاطِئَةٍ فيه وَبالٌ أُخْرَوِيٌّ، وكذلك حُبُّ المالِ يَحُثُّ على اقْتِرافِ الذُّنوبِ ويُحَرِّضُ على الإرْهابِ والقَتْلِ والْخَطْفِ، فإذا المالُ خَرَجَ من مِلْكِ الرَّجُلِ الْمُغْرَمِ بحُبِّ المالِ يَشْعُرُ بحُزْنٍ وضَيْقٍ ويَعصِرُ قلبَه وعَيْناهُ غارِقَتان بالدُّموعِ، ولِذا يَأْخُذُ الصَّالِحُوْن الأَمْوالَ بالْحَيْطَةِ والْحَذَرِ حِفاظًا على أنفسِهم، كَتَبَ سيّدُنا أبُو الدَّرْدَاء رضي الله تعالى عنه إلى سَلْمَان الفارسي: يا أَخِيْ إيَّاكَ أنْ تَجْمَعَ مِن الدُّنْيا ما لا يُؤَدَّى شُكْرُه فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يقول: يُجَاءُ بصَاحِب الدُّنْيَا الّذِي أطَاعَ اللهَ عزّ وجلّ فيها ومَالُه بين يَدَيْه كلَّمَا تَكَفَّأَ به الصِّرَاطُ قال له ماله: امْضِ قد أَدَّيْتَ حَقَّ الله عزّ وجلّ فِيَّ ثُمَّ يُجَاءُ بصَاحِبِ الدُّنْيَا الَّذِي لَمْ يُطِعِ اللهَ فيها ومَالُه بين يَدَيْه كُلَّمَا تَكَفَّأَ به الصِّرَاطُ قال ماله: وَيْلَكَ ألاّ أَدَّيْتَ حَقَّ اللهِ عزّ وجلّ