مِمّا فَرضْتَ عَلَيَّ ولَمْ أَخْتَلْ ولَمْ أباه ولَمْ أُضَيِّعْ حَقَّ أحَدٍ أَمَرْتَني أنْ أُعْطِيَه قال: فيَجيءُ أُولئِكَ فيُخَاصِمُونَه فيَقولون: يا رَبِّ أَعْطَيْتَه وأغْنَيْتَه وجَعَلْتَه بين أَظْهُرِنا وأمَرْتَه أنْ يُعْطِيَنا فإنْ كان أعْطَاهُمْ وما ضَيَّعَ مَعَ ذلك شَيْئًا مِن الفَرَائِضِ ولَمْ يَخْتَلْ في شيء فيُقَالُ: قِفْ الآن هَاتِ شُكْرَ كُلِّ نعْمَةٍ أنْعَمْتُها عليك مِن أَكْلَةٍ أوْ شَرْبَةٍ أوْ لَذَّةٍ فلا يَزَالُ يُسْأَلُ»[1].
أُقَدِّمُ لكم ما ذَكَرَه الشّيخُ الإمامُ الغَزَالِيُّ رحمه الله تعالى بَعْدَ نَقْلِ هذه الرِّوَايةِ: وَيْحَكَ فمَنْ ذا الَّذِي يَتَعَرَّضُ لِهذه الْمَسْأَلةِ الّتي كانَتْ لِهذا الرَّجُلِ الّذي تَقَلَّبَ في الْحَلالِ وقَامَ بالْحُقُوْقِ كُلِّها وأَدَّى الفَرَائِضَ بحُدُوْدِها حُوْسِبَ هذه الْمُحَاسَبَةَ فكيف تَرَى يَكُوْنُ حالُ أمْثَالِنا الغَرْقَى في فِتَنِ الدُّنْيَا وتَخَاليطها وشُبُهاتِها وشَهَوَاتِها وزِيْنَتِها، ويحك لأَجْلِ هذه المسائِلِ يخافُ الْمُتَّقُون أنْ يتَلَبَّسُوا بالدُّنْيا فَرَضُوْا بالكَفَافِ