عنوان الكتاب: كومة الكنوز

منها وعَمِلُوْا بأَنْوَاعِ البِرِّ مِن كَسْبِ الْمَال[1]، ثم يقول الشّيخُ حُجَّةُ الإسلام الإمامُ محمدُ بْنُ محمدِ بْنِ محمدٍ الغَزَالِيُّ رحمه الله تعالى داعيًا للخير: فلك وَيْحَكَ بهؤُلاء الأَخْيَارِ أُسْوَةٌ فإنْ أَبَيْتَ ذلك وزَعَمْتَ أنّكَ بالِغٌ في الوَرَعِ والتَّقوى ولَمْ تَجْمَعْ الْمَالَ إلاّ مِن حَلاَلٍ بزَعْمِك لِلتَّعَفُّفِ والبَذْلِ في سبيلِ الله ولَمْ تُنْفِقْ شَيْئًا مِن الْحَلاَلِ إلاّ بحَقٍّ ولَمْ يتَغَيَّرْ بسَبَب الْمَالِ قَلْبُكَ عَمَّا يُحِبُّ اللهُ ولَمْ تُسْخِطْ اللهَ في شَيْءٍ مِن سَرَائِرِك وعَلانِيَتِكَ وَيْحَكَ فإنْ كنْتَ كذلك -ولَسْت كذلك- فقدْ يَنْبغي لَكَ أنْ تَرْضَى بالبُلْغَةِ وتَعْتَزِلَ ذَوِي الأَمْوالِ إذا وُقِفُوْا لِلسُّؤَال وتَسْبِقُ مَع الرَّعِيْلِ الأَوَّلِ في زُمْرَةِ الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم لا حَبْسَ عليك لِلْمَسْأَلَةِ والْحِسَاب فإمَّا سَلامَةٌ وإمّا عَطَبٌ، فإنَّه بَلَغَنا أنّ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم قال: «فُقَراءُ المُهاجرِينَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيائِهمْ بخَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ»[2].

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين"، ٣/٣٣٢.

[2] أخرجه الترمذي في "سننه", باب ما جاء أن فقراء..., ٤/١٥٧, (٢٣٥٨).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

49