يُسْألُ بعدَ مَوْتِه في ثَلاثِ أوْقاتٍ في ثَلاثَةِ مَواضِع: يُسْألُ عن الإيْمانِ في القَبْرِ، وعن الإيْمانِ والأَعْمالِ في الْمَحْشَرِ، وعن شُكْرِ النِّعَمِ على شَفِيْرِ النّارِ، فما حَصَلَ دون اسْتِحْقاقٍ فهو نعمَةٌ، بينما كُلُّ ما أَعْطاه اللهُ فهو نعْمَةٌ سَواءٌ جَسَديَّةٌ أوْ رُوْحانيَّةٌ، وهي نَوْعانِ: كَسْبيَّةٌ ووَهَبيَّةٌ، أمّا النّعمَةُ الكَسْبيَّةُ فيَكونُ تَحْصِيْلُها بالكَسْبِ والاجْتِهادِ كالثَّرْوَةِ والْمَالِ والسُّلْطَةِ، وأمّا الوَهَبيَّةُ فطَرِيْقُها بتَوْفيقِ الله وعَطائِه كأَعْضاءِ الجِسْمِ والشَّمْسِ والقَمَرِ ونَحْوِ ذلك.
نعمَةٌ كَسْبِيَّةٌ يُسْأَلُ عنها الإنْسانُ ثَلاثةَ أَسْئِلَة: مِن أَيْنَ اكْتَسَبَها؟ وفِيْما أَنْفَقَها؟ هَلْ أَدَّى شُكْرَها؟ أمّا النّعْمَةُ الوَهَبِيَّةُ فإنَّما يُسْأَلُ عنها الإنْسانُ: فِيْما أَنْفَقَها؟ وهَلْ أَدَّى شُكْرَها؟
وفي تَفسيرِ الخازنِ وفَتْحِ العزيزِ وتَفسيرِ رُوْحِ البَيانِ: أنَّ الْمُرادَ بالنَّعيمِ في الآيَةِ الْمَذكُوْرَةِ نَفْسُ محمّدٍ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، ونُسْأَلُ أَيْضًا عن طاعَةِ النّبي صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم؛ لأنَّه أَصْلُ النِّعَمِ كُلِّها، مَنْ كان في قَلْبه حُبُّ