وأخرج إبن عساكر من طريق إبن وهب عن حرملة بن عمران عن محمد بن أبي مدرك عن سفيان بن وهب الخولاني قال بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص في سفح هذا الجبل يعني المقطم ومعنا المقوقس فقال له يا مقوقس ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبات ولا شجر على نحو من جبال الشام قال ما أدري ولكن الله تعالى أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك ولكنا نجد تحته ما هو خير من ذلك قال وما هو قال ليدفن تحته قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم فقال عمرو اللهم إجعلني منهم قال حرملة إن تحته قبور قبر عمرو بن العاص فيه وفيه قبر أبي نضرة الغفاري وعقبة بن عامر.
وأخرج الديلمي وأبو الفضل الطوسي في كتاب عيون الأخبار من طريق ابن هدبة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع جنازة فدعا بثوب فبسط على القبر وقال لا تطلعوا في القبر فإنها أمانة فلعسى أن تحل العقد فترى حية سوداء متطوقه في عنقه ولعله يؤمر به فيسمع صوت السلسلة.
وأخرج الطوسي والديلمي في مسند الفردوس من طريق ابن هدبة عن أنس مرفوعا إن مشيعي الجنازة قد وكل الله بهم ملكا فهم مهتمون محزونون حتى إذا أسلموه في ذلك القبر ورجعوا راجعين أخذ كفا من تراب فرمى به وهو يقول إرجعوا إلى دنياكم أنساكم الله موتاكم فينسون ميتهم ويأخذون في شرائهم وبيعهم كأنهم لم يكونوا منه ولم يكن منهم.
وروينا في أمالي ابن بطة من طريق عطاء عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله ملك موكل بالمقابر فإذا دفن الميت وسوي عليه وتحولوا لينصرفوا قبض قبضة من تراب القبر فرمى بها على أقفيتهم وقال انصرفوا إلى دنياكم وانسوا موتاكم. والله أعلم