مشوا مع جنازته ثم صلوا عليه مع الناس فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له من ربك فيقول ربي الله فيقال له من رسولك فيقول محمد فيقال له ما شهادتك فيقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى {يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ}[1] الآية فيوسع له في قبره مد بصره وأما الكافر فتنزل الملائكة فيبسطون أيديهم والبسط هو الضرب يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت فإذا دخل قبره أقعد فقيل له من ربك فلم يرجع إليهم شيئا وأنساه الله ذكر ذلك وإذا قيل له من الرسول الذي بعث إليكم لم يهتد ولم يرجع إليهم شيئا فذلك قوله {وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ}[2] الآية.
وأخرج جويبر في تفسيره عن الضحاك عن إبن عباس قال شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة رجل من الأنصار فانتهى إلى القبر ولم يلحد له فجلس وجلس الناس كأن على رؤوسهم الطير فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره في الأرض ينكث بمخصرة معه ثم رفع طرفه إلى السماء فقال أعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات ثم قال إن العبد المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وإدبار من الدنيا أتاه ملك الموت فيجلس عند رأسه تهبط إليه ملائكة معهم تحفة من تحف الجنة وحنوط من حنوط الجنة ومن كسوتها فيجلسون منه مد البصر سماطين فيبدأ ملك الموت فيبشره ثم تبشره الملائكة فتسيل نفسه كما تسيل القطرة من في السقاء فرحا بما بشره ملك الموت حتى إذا أخذ نفسه لم تدعها الملائكة طرفة عين حتى يأخذوها ويحتضنوها إليهم بتلك التحف التي هبطوا بها فإذا ريحها قد ملأ بين السماء والأرض فتقول الملائكة ما أطيب هذه الرائحة فتقول الملائكة هذه الرائحة نفس فلان المؤمن قبض اليوم وتصلي عليه فإذا انتهوا به إلى السماء فتحت أبواب السماء لها فليس من باب إلا وهو مشتاق إلى أن تدخل