عنوان الكتاب: شرح الصدور

منه حتى إذا دخلوا بها من باب عمله بكى عليه الباب فلا يمرون بها على أهل سماء إلا قالوا مرحبا بهذه النفس الطيبة التي قبلت وصية ربها حتى إنتهوا إلى سدرة المنتهى فيقول ملك الموت والملائكة الذين هبطوا إليها يا رب قبضنا روح فلان بن فلان المؤمن وهو أعلم منهم بذلك فيقول الله ردوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فإنه ليسمع خفق نعالكم ونفض أيديكم إذا وليتم عنه مدبرين فتأتيه أملاك ثلاثة ملكان من ملائكة الرحمة وملك من ملائكة العذاب وقد إكتنفه عمله الصالح الصلاة عند رجليه والصيام عند رأسه والزكاة عن يمينه والصدقة عن يساره والبر وحسن الخلق على صدره فكلما أتاه ملك العذاب من ناحية ذب عنه عمله الصالح فيقوم بمرزبة لو اجتمع عليها أهل مني لم يقلوها فيقول أيها العبد الصالح لولا ما إكتنفك من الصلاة والصوم والزكاة والصدقة لضربتك بهذه المرزبة ضربة يشتعل قبرك نارا هو لكما وأنتما له ثم يصعد ملك العذاب فيقول أحدهما لصاحبه إرفق بولي الله فإنه جاء من هول شديد فيقول من ربك فيقول الله فيقول ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقول من نبيك قال محمد فيقولان وما يدريك قال قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت وينتهرانه عندها وهي أشد فتنة تعرض على المؤمن فينادي من السماء قد صدق عبدي فافرشوه من فرش الجنة واكسوه من كسوتها وطيبوه من طيبها وافسحوا له في قبره مد البصر وافتحوا له بابا من أبواب الجنة عند رأسه وبابا عند رجليه ثم يقولان له نم نومة العروس في حجلتها لم تذق عذاب القبر فهو يقول رب أقم الساعة لكي أرجع إلى أهلي ومالي وما أعددت لي فيبعث من قبره يوم القيامة مبياض الوجه.

الحجلة: بفتح الحاء المهملة والجيم البشخانة والمخصرة ما اختصره الإنسان بيده فأمسكه من عصا ونحوه وينكت بمثناة آخره


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331