فقالت: سبحان الله رجل من أهل الجنة يسلب إمرأة من أهل الجنة ثم قالت ألم تعلم أنك ممن صلى علي وأن الله عز وجل قد غفر لمن صلى علي.
وأخرج المحاملي في أماليه عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة قال بينما رجل في أندر له بالشام ومعه زوجته وقد كان أستشهد له إبن قبل ذلك بما شاء الله إذ رأى الرجل فارسا قد أقبل فقال لإمرأته إبني وإبنك يا فلانة قالت له إخز عنك الشيطان إبنك قد أستشهد منذ حين وأنت مفتون فأقبل على عمله واستغفر الله ثم دنا الفارس فقال إبنك والله يا فلانة ونظرت فقالت هو والله فوقف عليهما فقال له أبوه أليس قد أستشهدت يا بني قال بلى ولكن عمر بن عبد العزيز توفي في هذه الساعة فاستأذن الشهداء ربهم في شهوده فكنت منهم واستأذنته في السلام عليكما ثم دعا لهما وانصرف ووجد عمر قد توفي تلك الساعة.
فهذه آثار مسندة خرجها أئمة الحديث بأسانيدهم في كتبهم وأوردتها تقوية لما حكاه اليافعي وتصديقا له.
وقال اليافعي رؤية الموتى في خير أو شر نوع من الكشف يظهره الله تبشيرا أو موعظة أو لمصلحة للميت من إيصال خير له أو قضاء دين أو غير ذلك ثم هذه الرؤية قد تكون في النوم وهو الغالب وقد تكون في اليقظة وذلك من كرامات الأولياء أصحاب الأحوال.
وقال في موضع آخر مذهب أهل السنة أن أرواح الموتى ترد في بعض الأوقات من عليين أو من سجين إلى أجسادهم في قبورهم عند إرادة الله تعالى وخصوصا ليلة الجمعة ويجلسون ويتحدثون وينعم أهل النعيم ويعذب أهل العذاب..
وقال وتختص الأرواح دون الأجساد بالنعيم أو العذاب ما دامت في عليين أو سجين وفي القبر يشترك الروح والجسد إنتهى.
وقال إبن القيم الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع كلامه وأنس به ورد سلامه عليه وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم وأنه لا توقيت في ذلك قال وهو أصح من أثر الضحاك الدال على التوقيت قال وقد شرع صلى الله عليه وسلم لأمته أن يسلموا على أهل القبور سلام من يخاطبونه ممن يسمع ويعقل.