عنوان الكتاب: شرح الصدور

وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب القبور عن عمرو بن سليمان قال مات رجل من اليهود وعنده وديعة لمسلم وكان لليهودي إبن مسلم فلم يعرف موضع الوديعة فأخبر شعيبا الجبائي فقال أئت برهوت فإن بها عينا تسبت فإذا جئت في يوم السبت فامش عليها حتى تأتي عينا هناك فادع أباك فإنه سيجيبك فسله عما تريد ففعل ذلك الرجل ومضى حتى أتى العين فدعا أباه مرتين أو ثلاثا فأجابه فقال أين وديعة فلان فقال تحت أسكفة الباب فادفعها إليه والزم ما أنت عليه.

ثم قال إبن القيم ولا يحكم على قول من هذه الأقوال بعينه بالصحة ولا غيره بالبطلان بل الصحيح أن الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت ولا تعارض بين الأدلة فإن كلا منها وارد على فريق من الناس بحسب درجاتهم في السعادة أو الشقاوة فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهم الأنبياء وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء

ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم فإن منهم من يحبس عن دخول الجنة لدين أو لغيره كما في المسند عن محمد بن عبد الله بن جحش أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لي إن قتلت في سبيل الله قال الجنة فلما ولى قال إلا الدين سارني به جبريل آنفا.

ومنهم من يكون على باب الجنة كما في حديث إبن عباس

ومنهم من يكون محبوسا في قبره كحديث صاحب الشملة أنها تشتعل عليه نارا في قبره

ومنهم من يكون محبوسا في الأرض لم تصل روحه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت روحا سفلية أرضية فإن الأنفس الأرضية لا تجامع الأنفس السماوية كما أنها لا تجامعها في الدنيا فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأصحاب عملها فالمرء مع من أحب

ومنها أرواح تكون في تنور الزناة وأرواح في نهر الدم إلى غير


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331