أن يلقى به عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت رجل وعليه دين لا يدع له قضاء أخرجه أبو داود قال وذهب بعض العلماء إلى أن أرواح المؤمنين كلهم في جنة المأوى ولذلك سميت جنة المأوى لأنها تأوي إليها الأرواح وهي تحت العرش فيتنعمون بنعيمها ويتنسمون طيب ريحها قال والأول أصح
وقال الحافظ إبن حجر في فتاويه أرواح المؤمنين في عليين وأرواح الكافرين في سجين ولكل روح بجسدها إتصال معنوي لا يشبه الإتصال في الحياة الدنيا بل أشبه شيء به حال النائم وإن كان هو أشد من حال النائم إتصالا قال وبهذا يجمع بين ما ورد أن مقرها في عليين أو سجين وبين ما نقله إبن عبد البر عن الجمهور أيضا أنها عند أفنية قبورها قال ومع ذلك فهي مأذون لها في التصرف وتأوي إلى محلها من عليين أو سجين قال وإذا نقل الميت من قبر إلى قبر فالإتصال المذكور مستمر وكذا لو تفرقت الأجزاء إنتهى
قلت ويؤيد كون المقر في عليين ما أخرجه إبن عساكر من طريق إبن إسحاق قال حدثني الحسين بن عبيد الله عن إبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد قتل جعفر لقد مر بي الليلة جعفر يقتفي نفرا من الملائكة له جناحان متخضبة قوادمها بالدم يريدون بيشة بلدا باليمن.
وأخرج إبن عدي من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرفت جعفرا في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة بالمطر.
وأخرج الحاكم عن إبن عباس رضي الله عنهما قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريب منه إذ رد السلام وقال يا أسماء هذا جعفر مع جبريل وميكائيل مروا فسلموا علينا وأخبرني أنه لقى المشركين يوم كذا وكذا قال فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين من طعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ثم أخذته بيدي اليسرى فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما