عنوان الكتاب: شرح الصدور

مع جبريل وميكائيل وأنزل من الجنة حيث شئت وآكل من ثمارها ما شئت قالت أسماء هنيئا لجعفر ما رزقه الله من خير لكن أخاف أن لا يصدق الناس فأصعد المنبر فأخبر به الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن جعفر بن أبي طالب مر مع جبريل وميكائيل وله جناحان عوضه الله من يديه فسلم علي ثم أخبرهم بما أخبره به.

وقال القرطبي في حديث كعب نسمة المؤمن طائر وهو يدل على أن نفسها تكون طائرا أي على صورته لا أنها تكون فيه ويكون الطائر ظرفا لها وكذا في رواية عن إبن مسعود عند إبن ماجه أرواح الشهداء عند الله كطير خضر وفي لفظ عن إبن عباس تجول في طير خضر وفي لفظ إبن عمرو في صور طير بيض وفي لفظ عن كعب أرواح الشهداء طير خضر.

قال القرطبي وهذا كله أصح من رواية في جوف طير خضر.

وقال القابسي أنكر العلماء رواية في حواصل طير خضر لأنها حينئذ تكون محصورة ومضيقا عليها ورد بأن الرواية ثابتة والتأويل محتمل بأن يجعل في بمعنى على والمعنى أرواحهم على جوف طير خضر كقوله تعالى {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ}[1] أي على جذوع وجائز أن يسمى الطير جوفا إذ هو محيط به ومشتمل عليه قاله عبد الحق.

وقال غيره لا مانع من أن تكون في الأجواف حقيقة ويوسعها الله لها حتى تكون أوسع من الفضاء.

وقال إبن دحية في التنوير قال قوم من المتكلمين هذه رواية منكرة وقالوا لا يكون روحان في جسد واحد وإن ذلك محال وقولهم جهل بالحقائق وإعترض على السنة والجماعة الثابتة فإن معنى الكلام بين فإن روح الشهيد الذي كان في جوف جسده في الدنيا


 

 



[1]  سورة طه ، الآية : ٧١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331