عنوان الكتاب: شرح الصدور

لأنفس المؤمنين مجتمع فقال يقال إن الأرض التي يقول الله تعالى {أَنَّ ٱلۡأَرۡضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّٰلِحُونَ} هي الأرض التي تجتمع أرواح المؤمنين فيها حتى يكون البعث أخرجه إبن منده وهذا غريب جدا وتفسير الآية بذلك أغرب.

وأخرج إبن منده عن شهر بن حوشب قال كتب عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما إلى أبي بن كعب يسأله أين تلتقي أرواح أهل الجنة وأرواح أهل النار فقال أما أرواح أهل الجنة فبالجابية وأما أرواح الكفار فبحضرموت.

وقالت طائفة من الصحابة الأرواح عند الله صح ذلك عن إبن عمر رضي الله عنهما.

وأخرج إبن منده من طريق الشعبي عن حذيفة قال إن الأرواح موقوفة عند الله تنتظر موعدها حتى ينفخ فيها وهذا لا ينافي ما وردت به الأخبار من محل الأرواح على ما سبق.

وقالت طائفة أرواح بني آدم عند أبيهم آدم عن يمينه وشماله لما في حديث الصحيحين في قصة الإسراء فلما فتح علونا السماء فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقلت لجبريل من هذا فقال آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى الحديث وظاهر هذا اللفظ يقتضي أن أرواح الكفار في السماء وهو مخالف للقرآن ولحديث أن السماء لا تفتح لأرواح الكفار.

وقد ورد في بعض طرق الحديث ما يزيل الإشكال ولفظه وإذا هو تعرض عليه أرواح ذريته فإذا كان روح المؤمن قال روح طيبة إجعلوها في عليين وإذا كان روح الكافر قال روح خبيثة إجعلوها في سجين الحديث ففي هذا أنه تعرض عليه أرواح ذريته في السماء


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331