عنوان الكتاب: شرح الصدور

رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم قال البيهقي والحديث أخرجه البخاري في الصحيح وقال في آخره ثم وضع قال فيحتمل أنه رفع ثم وضع ثم فقد بعد ذلك فقد روينا في مغازي موسى بن عقبة في هذه القصة فقال عروة بن الزبير لم يوجد جسد عامر يرون أن الملائكة وارته إنتهى.

وأخرج إبن سعد والطبراني في الكبير من طريق عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها رفع عامر بن فهيرة إلى السماء فلم توجد جثته يرون أن الملائكة وارته.

قلت والظاهر أن المراد بمواراة الملائكة تغييبه في السماء كما في الرواية الأولى وارت جثته وأنزل في عليين ويناظره أيضا ما أخرجه أحمد وأبو نعيم والبيهقي عن عمرو بن أمية الضمري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا وحده قال فجئت إلى خشبة خبيب فرقيت فيها وأنا أتخوف العيون فأطلقته فوقع في الأرض ثم اقتحمت فانتبذت غير بعيد ثم التفت فلم أر خبيبا فكأنما ابتعلته الأرض فلم ير لخبيب أثر حتى الساعة فهذا خبيب بن عدي أيضا ممن وارته الملائكة إما برفع إلى السماء وهو الظاهر أو بدفن في الأرض.

وقد جزم أبو نعيم برفعه أيضا فقال عند ذكر موازنة معجزاته صلى الله عليه وسلم بمعجزات الأنبياء فإن قيل فأن عيسى رفع إلى السماء قلنا وقد رفع قوم من أمة محمد نبينا عليه أفضل الصلاة وأكمل التحيات كما رفع عيسى وذلك أعجب ثم ذكر قصة عامر بن فهيرة وخبيب بن عدي وقصة العلاء بن الحضرمي السابقة في آخر باب أحوال الموتى في قبورهم.

ومما يقوي قصة الرفع إلى السماء ما أخرجه النسائي والبيهقي والطبراني وغيرهم من حديث جابر أن طلحة أصيبت أنامله يوم أحد فقال حس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك حتى تلج بك في جو السماء.

ومما يناسب قصة التغييب في الجملة ما أخرجه إبن عساكر من طرق


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331