عنوان الكتاب: شرح الصدور

إليك وحسراته عليك ليله أرق ونهاره قلق وأحشاؤه تحترق ودموعه تستبق شوقا إلى رؤيتك وحنينا إلى لقائك ليست له راحة دونك ولا أمل غيرك ثم بكى ورفع رأسه وشهق شهقة فحركته فإذا هو ميت فبينا أنا أراعيه رأيت قوما قد قصدوه فغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه وارتفعوا نحو السماء.

وأخرج أيضا بسنده عن الحسن البصري قال أصحرت فإذا بمغارة فيها شاب قائم يصلي وإذا سبع رابض بباب المغارة فقلت أيها الشاب ما ترى هذا السبع فقال لو كنت تخاف ممن خلق السبع لكان أولى بك ثم أقبل على السبع فقال أنت كلب من كلاب الله فإن كان قد أذن لك في شيء فما أقدر أن أمنعك رزقك وإلا فانصرف فولى السبع هاربا ثم نادى الشاب يا سيدي أسألك بمعاقد العز من عرشك إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك فما استتم الكلمة حتى فارق الدنيا فوليت راجعا فجمعت أصحابي من الزهاد والصالحين لنأخذ في جهازه فلما رجعنا إلى المغارة لم نر فيها أحدا وإذا بهاتف يهتف بي أسمع الصوت ولا أرى الشخص يا أبا سعيد رد الناس فإن الشاب قد حمل.

فائدة.

أخرج أبو سعيد في شرف المصطفى من طريق أحمد بن محمد بن أبي بزة أنبأنا محمد بن الفرات عن عبيد بن سعيد عن أبيه قال بينما الحسن جالس والناس حوله إذ أقبل رجل مخضرة عيناه فقال له الحسن أهكذا ولدتك أمك أم هي عرض قال أو ما تعرفني يا أبا سعيد قال من أنت فانتسب له فلم يبق في المجلس أحد إلا عرفه فقال ما قصتك قال عمدت إلى جميع مالي فألقيته في مركب فخرجت أريد اليمن فعصفت علينا ريح فغرقت فخرجت إلى بعض السواحل على لوح فقعدت أتردد نحوا من أربعة أشهر آكل ما أصيب من الشجر والعشب وأشرب من ماء العيون ثم قلت لأمضين على وجهي فإما أن أهلك وإما أن أنجو فسرت فرفع لي قصر.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331