عنوان الكتاب: مختصر المعاني

ومفهومِ المسمّى[1] من غير اعتبار لما صدق عليه من الأفراد (كقولك: ½الرجل خير من المرأة¼ وقد يأتي) المعرّفُ بلام الحقيقة[2] (لواحد) من الأفراد (باعتبار عهديّته في الذهن) لمطابقة ذلك الواحد الحقيقة، يعني يطلق المعرَّف[3] بلام الحقيقة الذي هو موضوع للحقيقة المتّحدة في الذهن على فرد موجود من الحقيقة باعتبار كونه معهوداً في الذهن وجزئيًّا من جزئيّات تلك الحقيقة مطابقاً إيّاها كما يطلق[4] الكلّي الطبيعيّ على كلّ جزئيّ من جزئيّاته،


 



[1] قوله: [ومفهومِ المسمّى] عطف تفسير للحقيقة إشارةً إلى أنْ ليس المراد بالحقيقة الماهيّة الموجودة في الخارج, وتوضيحه أنّ الأمر الكليّ باعتبار وجوده في الخارج يقال له حقيقة وباعتبار تعقّله في الذهن يقال له مفهوم سواء كان موجوداً في الخارج أم لا, فهو شامل للماهيّات الغير الموجودة في الخارج, فأشار بالتفسير إلى أنّ المراد بالحقيقة المفهومُ ليشمل العنقاء والغول فإنّ اللام فيهما جنسيّة, وإضافة المفهوم للمسمّى بيانيّة أي: ومفهومٍ هو مسمّى الاسم. قوله ½من غير اعتبار إلخ¼ بيان لنفس الحقيقة أي: من غير ملاحظة لما صدق عليه ذلك المفهوم من الأفراد.

[2] قوله: [المعرَّفُ بلام الحقيقة] صفة لمحذوف أي: اسمُ الجنس المعرّفُ إلخ. قوله ½لمطابقة ذلك الواحد الحقيقةَ¼ أي: المعهودةَ, وهذا علّة لعهديّته في الذهن, والمراد بمطابقة الواحد للحقيقة اشتماله عليها عند ابن الحاجب أو صدق الحقيقة عليه عند الشارح, وعلى الوجهين فالفرد المبهم باعتبار مطابقته للحقيقة المعلومة صار كأنه معهود أي: معلوم فله عهديّة بهذا الاعتبار فسمّي معهوداً ذهنيًّا.

[3] قوله: [يعني يطلق إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½يأتي¼ بمعنى يطلق وأنّ اللام في ½لواحد¼ بمعنى ½على¼. قوله ½الذي هو موضوع¼ صفة لـ½المعرَّف¼. قوله ½المتّحدة في الذهن¼ أي: المعيّنة في الذهن, وفائدة هذا القيد الإشارة إلى صدق تعريف المعرفة على المعرّف بلام الحقيقة أعني ما وضع ليستعمل في شيء بعينه فإنّ الماهيّة الحاصلة في الذهن أمر واحد لا تعدّد فيه في الذهن إذ التعدّد إنما يلحقه بحسب الوجود. قوله ½على فرد¼ متعلِّق بـ½يطلق¼. قوله ½من الحقيقة¼ صفة لـ½فرد¼. قوله ½باعتبار¼ متعلِّق بـ½يطلق¼. قوله ½جزئيًّا¼ عطف على ½معهوداً¼ من عطف العلّة على المعلول. قوله ½ومطابقاً إيّاها¼ أي: وباعتبار كونه مطابقاً إيّاها أي: مشتملاً عليها.

[4] قوله: [كما يطلق إلخ] أي: يطلق المعرّف بلام الحقيقة إلخ إطلاقاً كإطلاق الكليِّ الطبيعيِّ أي: المجرّدِ من اللام المرادِ منه الحقيقةُ والطبيعةُ على كلّ جزئيّ من جزئيّاته, والمراد بالإطلاق هنا الحمل كالحيوان والإنسان في ½الفرس حيوان¼ و½زيد إنسان¼, فالجامع فيهما إطلاق الكليّ على فرد لكن المراد بالإطلاق فيما نحن فيه الذكر وفي المشبّه به الحمل. قوله ½وذلك¼ أي: وإطلاق اسم الجنس المعرّف على فرد معيّن في الذهن عند قيام إلخ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471