وذلك عند قيام قرينة دالّة على أن ليس القصد إلى نفس الحقيقة من حيث هي هي[1] بل من حيث الوجود ولا من حيث وجودها في ضمن جميعِ الأفراد بل بعضِها غير معيّن (كقولك: ½ادخل السوق¼ حيث لا عهد[2]) في الخارج ومثله قوله تعالى: ﴿وَأَخَافُ أَن يَأۡكُلَهُ ٱلذِّئۡبُ﴾ [يوسف:١٣] (وهذا في المعنى كالنكرة) وإن كان في اللفظ يجري عليه أحكام المعارف من وقوعه مبتدأ[3] وذا حال ووصفاً للمعرفة وموصوفاً بها ونحو ذلك، وإنّما قال ½كالنكرة¼ لِما بينهما من تفاوتٍ مّا[4] وهو أنّ النكرة معناها بعض غير معيّن من جملة الحقيقة وهذا
[1] قوله: [من حيث هي هي] أي: من حيث هي نفسها مقصودة كما في لام الحقيقة فـ½هي¼ الثانية تأكيد للأولى والخبر محذوف. قوله ½بل من حيث الوجود¼ أي: بل من حيث وجود الحقيقة. قوله ½ولا من حيث وجودها في ضمن جميع الأفراد¼ كما في لام الاستغراق. قوله ½بل بعضها¼ أي: بل من حيث وجودها في بعضها نحو ½ادخل السوق¼ فقولك ½ادخل¼ قرينة على أن ليس المراد حقيقة السوق من حيث هي لاستحالة الدخول في الحقيقة ولا من حيث وجودها في ضمن جميع الأفراد لاستحالة دخول الشخص الواحد في جميع أفراد السوق بل من حيث وجودها في ضمن بعض الأفراد.
[2] قال: [حيث لا عهد] بأن تعدّد أسواق البلد ولا تعيين لواحد منها بين المتكلِّم والمخاطب. قوله ½في الخارج¼ إشارة إلى أن ليس المراد بقوله ½حيث لا عهد¼ نفي العهد مطلقاً بل المقصود نفي خصوص العهد الخارجيّ لأنّ العهد الذهنيّ موجود كما سبق في قوله ½باعتبار عهديّته في الذهن¼, ثمّ فائدة هذا القيد أنه لو كان هناك عهد خارجيّ كانت اللام للعهد الخارجيّ.
[3] قوله: [من وقوعه مبتدأ إلخ] بيان لأحكام المعارف. قوله ½ونحو ذلك¼ ككونه عطف بيان من المعرفة وكون المعرفة عطف بيان منه نحو ½زيد الكريم عندك¼ و½الكريم زيد عندك¼, وككونه اسم كان نحو ½كان السارق في محلّ كذا¼. قوله ½وإنما قال كالنكرة¼ بيان لفائدة العبارة.
[4] قوله: [من تفاوت مّا إلخ] وحاصل الفرق أنّ المعرّف بلام العهد الذهني مدلوله الجنس في ضمن فرد مّا والنكرة مدلولها فرد مّا منتشر. قوله ½وهذا¼ أي: والمعرّف بلام العهد الذهنيّ.