عنوان الكتاب: مختصر المعاني

معناه نفس الحقيقة وإنّما تستفاد البعضيّة من القرينة كالدخول والأكل فيما مرّ[1] فالمجرّد وذو اللام بالنظر إلى القرينة سواء[2] وبالنظر إلى أنفسهما مختلفان، ولكونه في المعنى كالنكرة قد يعامل معاملة النكرة ويوصف بالجملة كقوله: ½ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني¼[3] (وقد يفيد) المعرّف باللام المشار بها إلى الحقيقة (الاستغراق نحو: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ [العصر:٢]) أشير باللام إلى الحقيقة لكن لَم يقصد بها الماهيّة من حيث هي هي ولا من حيث تحقّقها في ضمن بعض الأفراد بل في[4] ضمن الجميع بدليل صحّة الاستثناء الذي شرطه دخول المستثنى في المستثنى منه لو سكت عن ذكره، فاللام التي[5] لتعريف العهد


 



[1] قوله: [فيما مرّ] أي: في ½ادخل السوق¼ و½أخاف أن يأكله الذئب¼ فإنّه يستحيل الدخول في حقيقة السوق من حيث هي أو من حيث وجودها في ضمن جميع الأفراد, وكذا يستحيل أكل حقيقة الذئب من حيث هي أو من حيث وجودها في ضمن جميع الأفراد فعلم أنّ المراد بعض من الحقيقة غير معيّن.

[2] قوله: [سواء] لأنّ المراد من كلٍّ بعضٌ غير معيّن. قوله ½مختلفان¼ لأنّ المنكّر معناه بعض غير معيّن من أفراد الحقيقة والمعرّف معناه الحقيقة المعيّنة في الذهن وإطلاقه على الفرد للقرينة, وحاصل الفرق بينهما أنّ إفادة البعضيّة في المجرّد بالوضع وفي ذي اللام بالقرينة. قوله ½ولكونه¼ أي: ولكون المعرّف بلام العهد الذهنيّ في المعنى كالنكرة, وهذا متعلِّق بقوله ½قد يعامل¼.

[3] قوله: [ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني] الشاهد في قوله ½يسبّني¼ فإنها جملة وُصِف بها ½اللئيم¼ لأنّ الشاعر لم يرد لئيماً معيّناً؛ إذ ليس فيه إظهار ملكة الحلم المقصودة بالتمدّح بها ولا الماهيّةَ من حيث هي بقرينة المرور ولا الاستغراقَ لعدم تأتّي المرور على كلّ لئيم من اللئام بل الحقيقة من حيث وجودها في فرد مبهم فهو كالنكرة فجعلت الجملة صفةً لا حالاً.

[4] قوله: [بل في إلخ] أي: بل قصد الماهيّة من حيث تحقّقها في ضمن جميع الأفراد. قوله ½بدليل إلخ¼ تنصيص على المراد بوجود الدليل وإلاّ فعدم القرينة على إرادة الحقيقة والفرد الغير المعيّن يكفي في هذا النوع. قوله ½شرطه دخول إلخ¼ أي: ودخوله فيه فرع عن العموم والعموم يدلّ على الاستغراق.

[5] قوله: [فاللام التي إلخ] تفريع على إرجاع الضمير في ½قد يأتي¼ و½قد يفيد¼ إلى المعرّف بلام الحقيقة كما صرّح به بقوله ½ولهذا قلنا إنّ الضمير إلخ¼ أي: فعلم أنّ اللام التي إلخ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471