وليس الإسناد إليه على سبيل السهو أو التجوّز أو النسيان (لا) لتأكيد[1] (الحكمِ) لعدَم تكرّر الإسناد، وهذا الذي ذُكر[2] من أنّ التقديم للتخصيص تارةً وللتقوّي أخرى إن بني الفعل على معرَّف (وإنْ بني الفعل على منكّر أفاد) التقديمُ (تخصيصَ الجنسِ أو الواحدِ به) أي: بالفعل (نحو: ½رجل جاءني¼ أي: لا امرأة) فيكون تخصيص جنس[3] (أو رجلان) فيكون تخصيص واحد؛ وذلك[4] لأنّ اسم الجنس حامل لمعنيَين الجنسيّة والعدد المعيّن أعني: الواحدَ[5] إن كان مفرداً أو الاثنين إن كان مثنّى والزائدَ عليه إن كان جمعاً، فأصل النكرة المفردة[6] أن تكون لواحد من الجنس فقد يُقصَد به الجنس فقط وقد يقصد به
[1] قوله: [لتأكيد] إشارة إلى أنّ قوله ½الحكمِ¼ عطف على قوله ½المحكوم عليه¼. قوله ½لعدم تكرّر الإسناد¼ أي: الموجِب لتأكيد الحكم, وتأكيد الحكم أقوى من تأكيد المحكوم عليه.
[2] قوله: [وهذا الذي ذُكر إلخ] إشارة إلى أنّ قوله الآتي: ½وإن بني الفعل على منكّر¼ معطوف على محذوف وهو ½إن بني الفعل على معرّف¼. قوله ½من أنّ التقديم إلخ¼ بيان للذي ذُكر.
[3] قوله: [فيكون تخصيص جنس] أي: ما يعمّ القليل والكثير على ما هو المعنى الشائع عندهم والمجوِّز لوقوع النكرة مبتدأ كونها فاعلاً في المعنى لأنّ المعنى: ما جاءني إلاّ رجل أي: إنّ المجيء مقصور على جنس الرجل وأمّا كون الذي جاء واحداً أو أكثر فليس بمنظور له.
[4] قوله: [وذلك] أي: بيان ذلك التخصيص. قوله ½حامل لمعنيَين¼ أي: محتمل لهما ومشعر بهما ودالّ عليهما ومستعمل فيهما أي: فيجوز أن ينصرف التخصيص إلى الجنس فينتفي الفعل عن الجنس المقابل لذلك الجنس ويجوز أن ينصرف إلى العدد المعيّن فينتفي الفعل عن العدد المقابل لذلك العدد.
[5] قوله: [أعني: الواحدَ] أي: أعني بالعدد المعيّن الواحدَ, وإطلاق العدد على الواحد اصطلاح هذه الصناعة فإنّ الحسّاب لا يطلقونه عليه. قوله ½إن كان¼ أي: اسمُ الجنس. قوله ½الاثنين¼ عطف على ½الواحدَ¼ فإنّ الاثنين عدد معيّن أيضاً, أمّا الجمع فهو معيّن لعدم تناوله الواحد والاثنين فتعيينه إضافيّ وإلاّ فالجمع لا يدلّ على عدد معيّن. قوله ½الزائدَ عليه¼ أي: على الاثنين, وأفرد الضمير باعتبار أنهما عدد معيّن.
[6] قوله: [فأصل النكرة إلخ] أي: إن أردتَ تحقيق المقام فنقول: أصل النكرة إلخ أي: أصل اسم الجنس المنكّر المفرد. قوله ½أن تكون إلخ¼ أي: أن تستعمل في واحد ملحوظ فيه الجنسُ فتدلّ على الأمرين الواحد والجنس. قوله ½به¼ أي: بالنكرة المفردة وذكّر الضمير باعتبار أنها اسم جنس. قوله ½الجنس فقط¼ أي: ولا يقصد به الواحد للعلم به كقولك: ½رجل جاءني¼ لمن علم أنه أتاك آتٍ ولم يدرِ جنسَه. قوله ½الواحد فقط¼ كقولك المذكور لمن علم أنّ الجائيَ من جنس الرجال ولم يدرِ العددَ, وقد يقصد به الجنس والواحد كقولك المذكور لمن لا يعلم شيئاً منهما.