منفيًّا) فقد يأتي التقديم[1] للتخصيص وقد يأتي للتقوّي فالأوّل نحو: ½أنت ما سعيتَ في حاجتي¼ قصداً إلى تخصيصه بعدَم السعي، والثاني (نحو: ½أنت لا تكذب¼) وهو لتقوية الحكم المنفيّ[2] وتقريرِه (فإنه أشدّ لنفي الكَذِب مِن ½لا تكذب¼) لما فيه من تكرارِ الإسناد المفقودِ[3] في ½لا تكذب¼، واقتصر المصنّف[4] على مثال التقوّي ليفرِّع عليه التفرِقةَ بينه وبين تأكيد المسند إليه كما أشار إليه بقوله: (وكذا مِن ½لا تكذب أنت¼) يعني: أنه[5] أشدّ لنفي الكَذِب من ½لا تكذب أنت¼ مع أنّ فيه تأكيداً (لأنه) أي: لأنّ لفظ ½أنت¼ أو لأنّ ½لا تكذب أنت¼ (لتأكيد المحكومِ عليه) بأنه[6] ضمير المخاطَب تحقيقاً
[1] قوله: [فقد يأتي التقديم إلخ] تفسير لمعنى التشبيه في قول المصـ ½وكذا إذا كان الفعل منفيًّا¼, والمشار إليه بـ½ذا¼ البيان المذكور في ½أنا سعيت¼ وفي ½هو يعطي الجزيل¼. قوله ½قصداً إلى إلخ¼ أي: يقال ذلك للقصد إلى تخصيصِ المخاطب بعدم السعي وإثباتِ السعي لغيره.
[2] قوله: [لتقوية الحكم المنفيّ] الحكم المنفيّ هنا هو الكذب وليس المراد تقوية هذا الحكم المنفيّ بل المراد تقوية نفي الكذب كما يدلّ عليه قول المصـ ½فإنّه أشدّ لنفي الكذب¼ فلو قال: ½لتقوية الحكم¼ أو ½لتقوية نفي الحكم¼ لكان أولى؛ إذ المراد حينئذ بالحكم في الأوّل نفي الكذب وفي الثاني المحكوم به وهو الكذب. قوله ½وتقريرِه¼ عطف تفسير.
[3] قوله: [لما فيه من تكرارِ الإسناد المفقودِ إلخ] بيان لعلّة وجودِ التقوّي في ½أنت لا تكذب¼ وعدمِه ½لا تكذب¼ وذلك لأنّ الفعل في الأوّل مسند مرّتين مرّة إلى المبتدأ ومرّة إلى الضمير المستتِر بخلاف الثاني.
[4] قوله: [واقتصر المصنِّف إلخ] يعني اقتصر على بيان التقوّي ولم يبيِّن التخصيص حيث قال ½فإنه أشدّ لنفي الكذب¼ مع أنّ المثال المذكور صالح لهما. قوله ½ليفرِّع عليه إلخ¼ أي: لأجل أن يفرِّع عليه الفرقَ بين التقوّي وتأكيدِ المسند إليه لأنه محلّ اشتباه باعتبار أنّ كلاًّ منهما محتوٍ على الضمير مرّتين.
[5] قوله: [يعني: أنه] أي: ½أنت لا تكذب¼. قوله ½مع أنّ فيه¼ أي: في ½لا تكذب أنت¼. قوله ½تأكيداً¼ أي: للمسند إليه. قوله ½أي: لأنّ لفظ إلخ¼ إشارة إلى احتمالين في مرجع الضمير المنصوب.
[6] قوله: [بأنه] أي: بسبب أنّ المحكوم عليه, متعلِّق بـ½تأكيد¼. قوله ½وليس إلخ¼ بيان لقوله ½تحقيقاً¼.