عنوان الكتاب: مختصر المعاني

أي: سوى تقدير كونه مؤخَّراً في الأصل على أنه فاعل معنى ولو لا أنه[1] مُخصَّص لَما صحّ وقوعُه مبتدأ (بخلاف المعرّف) فإنّه يجوز وقوعه مبتدأ من غير اعتبار التخصيص، فلزم ارتكاب هذا الوجه البعيد[2] في المنكّر دون المعرّف، فإن قيل: فيلزمه[3] إبراز الضمير في مثل ½جاءني رجلان¼ و½جاءني رجال¼ والاستعمال بخلافه، قلنا:[4] ليس مراده أنّ المرفوع في قولنا: ½جاءني رجل¼ بدل لا فاعل؛ فإنه ممّا لا يقول به عاقل فضلاً عن فاضل بل المراد أنّ في مثل قولنا: ½رجل جاءني¼ يُقدَّر أنّ الأصل: ½جاءني رجل¼ على أنّ رجلاً بدل لا فاعل، ففى مثل ½رجال جاؤوني¼ يُقدَّر أنّ الأصل: ½جاؤوني رجال¼ فليتأمّل[5] (ثمّ قال) السكّاكي (وشرطه) أي: وشرط كونِ المنكّر من هذا الباب واعتبارِ التقديم والتأخير فيه (أن لا يمنع من التخصيص مانع كقولك: ½رجل جاءني¼ على ما مرّ) أنّ معناه[6] ½رجل


 



[1] قوله: [ولو لا أنه إلخ] أي: ولو لا أنّ ½رجل¼ في ½رجل جاءني¼ مخصَّص لما صحّ وقوعه مبتدأ أي: فالسكّاكي مضطرّ إلى التخصيص في المنكّر لأجل صحّة الابتداء به بخلاف المعرّف.

[2] قوله: [هذا الوجه البعيد] وهو جعل الضمير فاعلَ الفعل ثمّ إبدال المظهر منه؛ فإنه قليل في كلامهم وأمّا الآية فلا يتعيّن فيها هذا الوجه البعيد فإنها تحتمل وجوهاً أخر لا شبهة فيها كما نقلنا.

[3] قوله: [فيلزمه إلخ] تفريع على المحذوف أي: حيث جعل السكّاكيّ النكرةَ بدلاً من الضمير على تقدير تأخيرها فيلزم السكّاكيَّ إلخ. قوله ½والاستعمال¼ أي: الاستعمال الكثير الأفصح.

[4] قوله: [قلنا: إلخ] حاصل الجواب منع الملازمة بتحرير مراد السكّاكي. قوله ½فإنّه¼ أي: القول بالبدليّة عند التأخير بالفعل. قوله ½فضلاً عن فاضل¼ أي: انتفى قول العاقل به زيادة عن نفي قول الفاضل. قوله ½يقدَّر إلخ¼ أي: كما يقدَّر المستحيلات فلا يلزم منه وقوع تأخيره بالفعل على أنه فاعلٌ معنى بدلٌ لفظاً.

[5] قوله: [فليتأمّل] إنما قال ذلك لأنه مجرّد اعتبار لا أنه بالفعل. قوله ½السكّاكي¼ إشارة إلى مرجع الضمير وكذا قوله ½أي: وشرط كونِ إلخ¼. ½قوله من هذا الباب¼ أي: من باب قوله تعالى: ﴿وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ[الأنبياء:٣]. قوله ½واعتبارِ التقديم إلخ¼ من عطف السبب على المسبّب.

[6] قوله: [أنّ معناه: إلخ] فيه إشارة إلى أنّ قول المصنف ½رجل جاءني¼ مثال للنفي أي: لعدم منع مانع من التخصيص لا للمنفيّ أي: لمنع مانع من التخصيص, فإن أريد به تخصيص الجنس كان معناه: ½جاءني رجل لا امرأة¼ وإن أريد تخصيص الواحد كان معناه: ½جاءني رجل لا رجلان ولا رجال¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471