عنوان الكتاب: مختصر المعاني

بخلاف الخلوّ عن التابع فاسدٌ؛ لأنّ هذا[1] اعتبار محض (ثمّ لا نسلّم انتفاءَ التخصيص) في نحو ½رجل جاءني¼ (لو لا تقدير التقديم لحصوله) أي: التخصيص (بغيره) أي: بغير تقدير التقديم (كما ذكره) السكّاكي من التهويل وغيره[2] كالتحقير والتكثير والتقليل، والسكّاكيُّ وإن لم يصرّح بأن لا سبب للتخصيص سواه[3] لكن لزم ذلك من كلامه حيث قال: ½إنما يُرتكَب ذلك الوجه البعيد عند المنكّر لفوات شرط الابتداء¼ (ثم لا نسلّم امتناعَ أن يراد المُهرّ شرّ لا خير) كيف[4] وقد قال الشيخ عبد القاهر: قُدِّم ½شرّ¼ لأنّ المعنى أنّ الذي أهرّه من جنس الشرّ لا من جنس الخير (ثم قال) السكّاكي (ويقرب من) قبيل


 



[1] قوله: [لأنّ هذا إلخ] أي: لأنّ هذا الفسخ الذي يلزمه خلوّ الفعل من الفاعل اعتبار وهميّ محض وليس أمراً محقَّقاً فلا يضرّ ذلك الخلوّ فلا فرق بين التابع والفاعل في جواز الفسخ فيهما.

[2] قوله: [من التهويل وغيره إلخ] بيان للغير, أي: وحيث كان التخصيص يحصل بهذه الأمور كما يحصل بتقدير التقديم فيجوز أن يقال إنّ ½رجل جاءني¼ فيه تخصيص باعتبار التهويل أي: التعظيم أو التحقير لا باعتبار التقديم وحينئذ فالقول بانتفاء التخصيص فيه لولا اعتبار التقديم لا يُسلَّم.

[3] قوله: [سواه] أي: سوى تقدير التقديم. قوله ½لكن لزم إلخ¼ أي: فقول المصـ فيما سبق نقلاً عنه: ½إذ لا سبب له سواه¼ باعتبار ما لزم من كلامه وليس تقوّلاً عليه بما لم يقل, وهذا إشارة لجواب اعتراض على المصـ يعلم تقريره ممّا قلناه. قوله ½حيث قال¼ أي: لأنه قال. قوله ½الوجه البعيد¼ وهو تقدير كونه مؤخَّراً في الأصل على أنّه فاعل معنى ثمّ قدّم. قوله ½لفوات إلخ¼ أي: لفوات شرط الابتداء بالنكرة عند عدم ارتكاب هذا الوجه البعيد, فيفهم من هذا أنه لا سبب للتخصيص في المنكّر سواه.

[4] قوله: [كيف إلخ] أي: كيف يكون ممنوعاً أن يراد أنّ المُهِرّ شرّ لا خير والحال أنّ الشيخ إلخ. قوله ½لا من جنس الخير¼ أي: فقد نفى الإهرار عن الخير فيفيد ثبوت الإهرار له.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471