لا وسواء كان الخبر فعلاً (نحو: مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ يُدْرِكُهُ) * تَجْرِي الرِيَاحُ[1] بِمَا لاَ تَشْتَهِي السُفُنُ. أو غيرَ فعل نحو قولك: ½ما كلّ متمنّى المرء حاصلاً¼ (أو معمولةً للفعل المنفيّ) الظاهر أنه[2] عطف على ½داخلة¼ وليس بسديد؛ لأنّ الدخول في حيّز النفي شامل لذلك، وكذا لو عطفتَها[3] على ½أُخِّرتْ¼ بمعنى ½أو جُعِلتْ معمولة¼؛ لأنّ التأخير عن أداة النفي أيضاً شامل له، اللّهمّ إلاّ[4] أن يخصّص التأخير بما إذا لم تدخل الأداة على فعل عامل في ½كلّ¼ على ما[5] يُشعِر به المثال، والمعمول أعمّ من أن يكون فاعلاً أو مفعولاً أو تأكيداً لأحدهما أو غيرَ ذلك[6] (نحو: ½ما جاءني القومُ كلُّهم¼) في تأكيد الفاعل (أو ½ما جاءني
[1] قوله: [تَجْرِي الرِيَاحُ إلخ] غرض الشاعر من هذا الشطر إقامة الدليل على ما ادّعاه في الشطر الأوّل؛ إذ إسناد الاشتهاء إلى السفن مجاز عقليّ لأنّ المشتهيَ حقيقة أهل السفن, وقوله ½تجري الرياح إلخ¼ قضية مهملة في قوّة الجزئيّة, وغرض الشارح من نقله تكميل البيت.
[2] قوله: [الظاهر أنه] أي: المتبادر أنه إلخ. قوله ½لأنّ الدخول إلخ¼ أي: لأنّ كون كلمة ½كلّ¼ داخلةً في حيّز النفي أعمّ من أن تكون كلمة ½كلّ¼ معمولةً للفعل المنفيّ نحو ½ما جاءني القوم¼ أو لا كما في ½ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه¼, وهذا وإن كان من عطف الخاصّ على العامّ إلاّ أنه لا يحسن بـ½أَوْ¼.
[3] قوله: [وكذا لو عطفتها إلخ] أي: ليس بسديد أيضاً. قوله ½بمعنى أو جعلت معمولة¼ يحتمل أنه إشارة إلى أنّ المعطوف هو ½جُعِلَت¼ فحذف الفعل وأبقي معموله, وعلى هذا ففيه فساد آخر لأنّ حذف المعطوف وإبقاء معموله مخصوص بالعطف بالواو. قوله ½لأنّ التأخير إلخ¼ أي: لأنّ تأخير ½كلّ¼ عن أداة النفي أيضاً أعمّ من أن تكون كلمة ½كلّ¼ معمولة للفعل المنفيّ أو لا.
[4] قوله: [اللهمّ إلاّ إلخ] أي: وعلى هذا يصحّ عطفه على كلّ من ½داخلة¼ و½أخِّرت¼, والمعنى على الأوّل: ½إن كانت ½كلّ¼ داخلة في حيِّز النفي بأن أخِّرت عن أداة النفي الغير الداخلة على الفعل العامل فيها أو جعلت معمولة للفعل المنفيّ سواء قدّمت أو أخِّرت¼, وعلى الثاني: ½بأن أخِّرت عن أداة النفي الغير الداخلة على الفعل العامل فيها أو جعلت معمولة للفعل المنفيّ سواء قدِّمت أو أخِّرت¼.
[5] قوله: [على ما إلخ] أي: تخصيص التأخير بما ذكرنا مبنيّ على ما إلخ فإنّ كلمة ½كلّ¼ في ½ما كلّ ما يتمنّى إلخ¼ داخلة في حيِّز النفي ومؤخَّرة عن أداته ولكن ليست الأداة داخلة على الفعل العامل فيها.
[6] قوله: [أو غيرَ ذلك] كأن تكون ½كلّ¼ مجرورة أو ظرفاً أو تأكيداً لأحدهما نحو ½ما مررت بكلِّ القوم أو بالقومِ كلِّهم¼ و½ما سرت كلَّ اليوم أو اليومَ كلَّه¼. قوله ½في تأكيد الفاعل¼ أي: تقول ذلك في تأكيد الفاعل. قوله ½وقدّم التأكيد إلخ¼ أي: وقدّم المثال الذي وقع فيه ½كلّ¼ تأكيداً على المثال الذي هو فيه فاعل. قوله ½لأنّ كلاًّ أصل فيه¼ أي: لأنّ ½كلّ¼ أصل في التأكيد دون الفاعليّة.