عنوان الكتاب: مختصر المعاني

عليه السلام وهو وسيلة إلى الفوز بجميع السعادات فيكون من أجلّ العلوم لكون معلومه وغايته من أجلّ المعلومات والغايات، وتشبيهُ وجوه الإعجاز بالأشياء الْمُحتجِبة تحت الأستار استعارةٌ بالكناية[1] وإثباتُ الأستار لها تخييليّة وذكرُ الوجوه إيهامٌ، أو تشبيهُ الإعجاز بالصوَر الحسنة استعارةٌ بالكناية وإثباتُ الوجوه له تخييليّة وذكرُ الأستار ترشيحٌ، ونظم القرآن تأليف كلماته مترتِّبةَ المعاني[2] متناسقةَ الدلالات على حسَب ما يقتضيه العقل لا تواليها في النطق وضمُّ بعضها إلى بعض[3] كيف ما اتّفق (وكان القسم الثالث من مفتاح العلوم الذي صنّفه الفاضل العلاّمة أبو يعقوب يوسف السكّاكيّ) تغمّده الله بغفرانه (أعظم ما صنّف فيه) أي: في علم البلاغة وتوابعها (من الكتب المشهورة) بيان لـ½ما صنّف¼[4]


 



[1]  قوله: [استعارة بالكناية] وهي تشبيه شيء بشيء في النفس فيسكت عن ذكر أركانه سوى المشبّه, والتخييل أن يثبت للمشبّه شيء من لوازم المشبّه به, والإيهام أن يذكر لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد البعيد اعتماداً على قرينة, والترشيح أن يذكر شيء يلائم المشبّه به, ذَكَر وجهين الأوّل أن يشبّهَ في النفس وجوه الإعجاز بالأشياء المحتجبة تحت الأستار ويثبتَ الأستار للوجوه فالتشبيهُ استعارة بالكناية والإثبات استعارة تخييليّة وذكر الوجوه إيهام؛ فإنّ الوجه يستعمل في العضو المخصوص وهو المعنى القريب وفي الطريق وهو المعنى البعيد وقد أريد هنا البعيد, والثاني أن يشبّه في النفس إعجاز القرآن بالصور الحسنة ويثبت الوجوه للإعجاز فالتشبيه استعارة بالكناية وإثبات الوجوه استعارة تخييليّة وذكر الأستار ترشيح.

[2]  قوله: [مترتّبة المعاني إلخ] أي: حال كون الكلمات مترتبة المعاني بأن يكون كلّ معنى في مرتبته التي تليق به فإذا أريد الحصر مثلاً قدّم المعمول على عامله لأجل إفادة ذلك فالمرتبة التي تليق بالمعمول حينئذٍ التقديم وبالعامل التأخير وقس عليه. قوله ½متناسقة الدلالات¼ أي: المطابقيّة والتضمنيّة والالتزاميّة وتناسقها تماثلها في المطابقة لمقتضى الحال فإذا كان الحال يقتضي الدلالة المطابقيّة أتي بها وهكذا.

[3]  قوله: [وضمّ بعضها إلى بعض] مرادف لما قبله. قوله ½كيف ما اتّفق¼ أي: على أيّ وجه وأيّ حال اتّفق سواء كان بين المعاني ترتيب أم لا وكان بين الدلالات تناسق أم لا.

[4]  قوله: [لـ½ما صنّف¼] أي: أعظم الكتب المشهورة التي صنّفت فيه, وفيه أنه يستلزم أن يكون القسم الثالث كتاباً لأنّ أفعل التفضيل بعض ما يضاف إليه مع أنه جزء كتاب, والجواب أنّه لمّا كان هو العمدة من "المفتاح" صار كأنه الكتاب كلّه, أو جعلُه كتاباً باعتبار المعنى اللغَويّ إذ الكتاب لغةً الجمع. قوله ½من أعظم¼ أي: تمييز لنسبة ½أعظم¼ إلى ½ما صنّف¼, وفيه دفعُ توهّمِ أنّه تمييز من ½المشهورة¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471