وأصحاب (وصَحابته الأخيار) جمع خَيِّر بالتشديد[1] (أمّا بعد) هو من الظروف المبنيّة المنقطعة عن الإضافة أي: بعد الحمد والصلاة، والعامل فيه ½أمّا¼ لنيابتها عن الفعل[2] والأصل مهما يكن من شيء بعد الحمد والصلاة، و½مهما¼ هنا[3] مبتدأ والاسميّة لازمة للمبتدأ و½يكن¼ شرط والفاء لازمة له غالباً[4] فحين تضمّنت ½أمّا¼ معنى الابتداء والشرط لزمتها الفاءُ ولصوقُ الاسم إقامةً للازم مقام الملزوم وإبقاءً لأثره[5] في الجملة (فلمّا) هو ظرف[6] بمعنى ½إذْ¼ يستعمل استعمال الشرط يليه فعل ماض لفظاً أو معنىً (كان علم
[1] قوله: [بالتشديد] اعلم أنّ خيراً إذا كان صفة مشبّهة سواء كان مشدّداً أو مخفّفاً يجمع على أخيار لكنّ الشارح قيّد بالتشديد لأنه المناسب للمقام؛ فإنّ المخفّف في الجمال والمشدّد في الدين والصلاح.
[2] قوله: [لنيابتها عن الفعل] علّة لكون ½أمّا¼ عاملة في الظرف أي: عملها فيه لنيابتها عن الفعل وهو ½يكن¼, وفيه إشارة إلى أنّ العامل في الظرف حقيقة هو فعل الشرط لأنّ الظرف من متعلِّقات فعل الشرط الذي نابَتْ عنه ½أمّا¼ فتكون نائبةً عنه معنى وعملاً. قوله ½والأصل إلخ¼ في قوّة العلّة لما قبله أي: لأنّ أصل التركيب: مهما إلخ, والمراد بالأصل ما حقّ الكلام أن يكون عليه لا أنّه كان مطوّلاً ثمّ اختصر.
[3] قوله: [و½مهما¼ هنا] أي: في هذا التقدير الذي هو أصل ½أمّا¼, والغرض من هذا الكلام بيان وجه لزوم الفاءِ لـ½أمّا¼ ولصوقِ الاسم بها.
[4] قوله: [غالباً] أي: في أغلب أحوال الجواب كما إذا كان الجواب جملة اسميّة أو طلبيّة أو كان فعلها جامداً أو منفيّاً بـ½مَا¼ أو ½لَنْ¼ أو مقروناً بـ½قَدْ¼ أو السين أو ½سوف¼ فالفاء لازمة له في جميع هذه الأحوال. قوله ½فحين إلخ¼ أي: فحين قامت ½أمّا¼ مقام المبتدأ وهو ½مَهْمَا¼ لزمها لصوق الاسم وحين قامت مقام فعل الشرط وهو ½يكن¼ لزمتها الفاء, ففي كلام الشارح لفّ ونشر مشوّش.
[5] قوله: [وإبقاءً لأثره إلخ] أي: إبقاء لآثار الملزوم وعلاماته ولوازمه في الجملة؛ فإنّ آثار المبتدأ الاسميّةُ والخبرُ والحملُ بينهما فآثاره ثلاثة والاسميّة بعض تلك الآثار فأبقيت آثاره في الجملة من حيث إبقاء بعضها, وآثار فعل الشرط الفاءُ والجزاءُ والشرطُ, والفاء بعض تلك الآثار فأبقيت آثاره أيضاً في الجملة.
[6] قوله: [هو ظرف] أي: إذا وقع بعده جملتان وإلاّ كان حرفَ نفي كـ½لَمْ¼ أو بمعنى ½إلاّ¼ نحو: ﴿إِن كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حَافِظٞ﴾ [الطارق:٤] قوله ½بمعنى إذ¼ هذا أحسن ممّا في "المطوّل" من أنه بمعنى ½إذا¼ لأنّ ½لَمّا¼ ظرف لما مضى من الزمان و½إذ¼ كذلك بخلاف ½إذا¼ فإنها للمستقبل فالملاءمة بين ½لمّا¼ و½إذ¼ أقوى, ½يستعمل استعمال الشرط¼ أي: يفيد التعليق في الماضي, ½لفظاً أو معنى¼ نحو ½لمّا جئت أكرمتك¼ و½لمّا لم تجئ أهنتك¼.