عنوان الكتاب: مختصر المعاني

نعمة البيان (من البيان) بيان لقوله (ما لم نعلم) قدّم رعايةً للسجع[1]، والبيان هو المنطق الفصيح الْمُعرِب عمّا في الضمير (والصلاة على سيّدنا محمّد خيرِ مَن نطق بالصواب وأفضل من أوتي الحكمةَ) هي علم الشرائع[2] وكلّ كلام وافق الحقّ، وتَرَك فاعلَ الإيتاء؛ لأنّ هذا الفعل لا يصلح إلاّ لله (وفصلَ الخطاب) أي: الخطابَ[3] المفصول البيّن الذي يتبيّنه من يخاطب به ولا يلتبس عليه، أو الخطابَ الفاصل بين الحقّ والباطل (وعلى آله) أصله أهل بدليل أُهَيل[4] خصّ استعماله في الأشراف وأولي الخطر (الأطهار) جمع طاهر[5] كصاحب


 



[1]  قوله: [رعايةً للسجع] فإنه لو أخّر البيان عن المبيّن بدون تأخير ½عَلَّمَ¼ وقال ½وعلّم ما لم نعلم من البيان¼ لفات السجع لأنّ آخر الفقرة الأولى هو الميم.

[2]  قوله: [هي علم الشرائع] أي: علم الأحكام, وفي الإتيان بـ½هي¼ دون ½أي¼ التفسيريّة إشارة إلى أنّ هذا المعنى هو المرضيّ من بين المعاني التي ذكروها للحكمة من الإدراك أو العلم بالشيء على ما ينبغي مع العمل؛ وذلك لأنّ الجملة حينئذ صارت معرفة الطرفين وهي تفيد الحصر, وقوله ½وكلّ إلخ¼ من عطف العامّ على الخاصّ؛ فإنّ قولك ½الواحد نصف الاثنين¼ كلام وافق الحقّ وليس بشريعة, والمراد بالحقّ النسبة الواقعيّة. قوله ½إلاّ لله¼ فتركُ المسند إليه هنا لتعيّنه وظهوره.

[3]  قوله: [أي: الخطاب] المراد بالخطاب الكلام المخاطَب به, و½البيّن¼ تفسير للمفصول, و½يتبيّنه¼ تفسير للبيّن أي: يعلمه بيّناً ظاهراً مَن يُخاطَب به, فالتبيّن هنا بمعنى العلم ولهذا عدّي بنفسه. قوله ½أو الخطاب¼ أي: الكلام المميِّز بين الحقّ والباطل, وحاصل ما ذكره الشارح أنّ إضافة الفصل للخطاب من إضافة الصفة للموصوف وأنّ المصدر بمعنى اسم المفعول أو اسم الفاعل على طريق المجاز المرسل والعلاقة الجزئيّة.

[4]  قوله: [بدليل أهيل] أي: بدليل تصغيره على أهيل والتصغير يردّ الشيء إلى أصله, وهو وإن كان تصغيراً لـ½أهل¼ لكن قام الدليل عند أهل اللغة على أنه تصغير لـ½آل¼ أيضاً. قوله ½خصّ إلخ¼ فيه إشارة إلى أنّ ½آل¼ وقع فيه تخصيصان بحسب الاستعمال وإن كان عامًّا باعتبار الأصل, الأوّل أنّه لا يضاف لغير العقلاء فلا يقال ½آل الإسلام¼ و½آل مصر¼, والثاني أنه لا يضاف للعاقل إلاّ إذا كان له شرف وخطر فلا يقال ½آل الحجّام¼.

[5]  قوله: [جمع طاهر] هذا لا ينافي ما قاله الشارح في شرح "الكشّاف" إنّه جمع لـ½طَهِر¼ لأنّ كلّ واحد منهما يجمع على أفعال, وقوله ½كصاحب وأصحاب¼ استشهاد على مجيء جمع فاعل على أفعال.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471