والثبات، وتقديم الحمد[1] باعتبار أنه أهمّ نظراً إلى كون المقام مقام الحمد كما ذهب إليه صاحب "الكشاف" في تقديم الفعل في قوله تعالى: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ﴾ [العلق:١]، على ما سيجيء، وإن كان ذكر الله أهمّ نظراً إلى ذاته (على ما أنعم) أي: على إنعامه[2] ولم يتعرّض للمُنعَم به إيهاماً لقصور العبارة عن الإحاطة به، ولئلاّ يتوهّم اختصاصه بشيء دون شيء (وعلّم) من عطف الخاصّ[3] على العامّ رعايةً لبراعة الاستهلال وتنبيهاً على فضيلة
[1] قوله: [وتقديم الحمد] أي: وتقديم لفظ الحمد على لفظ الجلالة بسبب أنّ الحمد أهمّ من لفظ الجلالة, ½نظراً¼ علّة لكون الحمد أهمّ, ½كما ذهب إلخ¼ حيث قال قدّم الفعل لأنه أهمّ من اسم الله لأنّ المقام مقام قراءة, ½وإن كان¼ الواو للحال و½إنْ¼ زائدة أي: والحال أنّ ذكر الله أهمّ من كلّ شيء نظراً إلى ذاته.
[2] قوله: [على إنعامه] إشارة إلى أنّ ½مَا¼ مصدريّة, ½إيهاماً¼ علّة لترك التعرّض أي: إنما ترك التعرّض للمنعَم به لأجل أن يتوهّم السامع أنّ العبارة قاصرة عن الإحاطة به, واعلم أنّ التعرّض للمنعَم به على أربعة أقسام: أن يكون بذكر جميع النعم تفصيلاً أو إجمالاً نحو ½الحمد لله على السمع والبصر إلخ أو على جميع النعم¼ وأن يكون بذكر البعض تفصيلاً أو إجمالاً نحو ½الحمد لله على العلم أو على بعض النعم¼, والعبارة في الواقع لا تقصر إلاّ عن الأوّل ولذلك عبّر بالإيهام. قوله ½ولئلاّ إلخ¼ علّة ثانية لترك التعرّض لبعض النعم تفصيلاً أو إجمالاً أي: إنه لو اقتصر في حمده على بعض النعم لتوهّم أنّ المنعَم به مختصّ بهذا البعض وليس كك.
[3] قوله: [من عطف الخاصّ إلخ] لأنّ التعليم من الإنعام, ½رعايةً¼ علّة غائيّة للعطف المذكور فإنّ الرعاية مترتّبة على هذا العطف لاشتمال الخاصّ على لفظ البيان, وقوله ½وتنبيهاً¼ علّة باعثة على العطف المذكور, ووجه التنبيه أنّ ذكر الخاصّ بعد العامّ يومئ إلى أنّ الخاصّ بلغ في الشرف والكمال إلى حيث صار كأنه ليس من أفراد العامّ لأنّ العطف يقتضي مغايرة المعطوف للمعطوف عليه, والبراعة مصدرُ ½برع الرجل¼ إذا فاق أقرانه, والاستهلال أوّل صياح المولود, وهي في الاصطلاح كون الابتداء مناسباً للمقصود.