مستفاد من حذف مفعولِ ﴿نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة:٤] والتخصيص مستفاد من تقديم المفعول، فاللطيفة المختصّ بها[1] موقع هذا الالتفات هي أنّ فيه تنبيهاً على أنّ العبد إذا أَخذ في القراءة يجب أن يكون قراءته على وجهٍ يجد من نفسه ذلك المحرِّكَ، ولمّا انجرّ الكلامُ[2] إلى ذكرِ خلافِ مقتضى الظاهر أَوردَ عدةَ أقسامٍ منه وإن لم تكن من مباحث المسند إليه، فقال: (ومِن خلافِ المقتضى) أي: مقتضى الظاهر (تلقِّي المخاطَبِ) من إضافة المصدر إلى المفعول أي: تلقّي[3] المتكلّمِ المخاطَبَ (بغير ما يَترقّب) المخاطَبُ، والباء في ½بغير¼ للتعدية وفي (بحمل كلامِه) للسببية أي: إنما تلقّاه بغيرِ ما يترقّبه بسبب أنه حَمَل كلامَه أي: الكلامَ الصادر عن المخاطَب[4] (على خلافِ مراده) أي: مراد المخاطَب، وإنّما حمل كلامَه على خلاف مراده (تنبيهاً) للمخاطب (على أنه) أي: ذلك الغيرَ[5] هو (الأَولى بالقصد)
[1] قوله: [فاللطيفة المختصّ بها إلخ] إشارة إلى أنّ ما ذكره المصـ قاصر وذلك لأنّ حاصله أنّ إجراء تلك الصفات موجب لوجود المحرِّك الذي يوجب أن يخاطب العبد ذلك الحقيق, ولا يفهم منه نكتة الخطاب الذي وقع في كلامه تعالى فلا بدّ من ضمّ مقدّمة وهي أنّ العبد مأمور بقراءة الفاتحة ففيه تنبيه على أنّ العبد ينبغي أن تكون قراءته بحيث يجد ذلك المحرِّك لتكون قراءته بالخطاب واقعة موقعها.
[2] قوله: [ولمّا انجرّ الكلامُ إلخ] أشار بهذا الكلام إلى أنّ قول المصـ ½ومن خلاف مقتضى الظاهر إلخ¼ كلام استطراديّ ذكر في غير محلّه لمناسبة؛ وذلك لأنّ كلامه كان أوّلاً في أحوال المسند إليه على مقتضى الظاهر وانجرّ ذلك إلى خلاف مقتضى الظاهر من المسند إليه فأورد عدة أقسام من خلاف مقتضى الظاهر وإن لم تكن من المسند إليه.
[3] قوله: [أي: تلقّي إلخ] قصده بيان الفاعل المحذوف. قوله ½والباء في ½بغير¼ إلخ¼ أي: فلا يلزم تعلّق حرفي جرٍّ متّحدي اللفظ والمعنى بعامل واحد.
[4] قوله: [أي: الكلام الصادرَ عن المخاطَب] إشارة إلى أنّ إضافة الكلام إلى ضمير المخاطب لملابسة صدوره عنه. قوله ½وإنما حمل كلامَه¼ إشارة إلى أنّ قوله ½تنبيهاً¼ علّة للحمل المذكور.
[5] قوله: [أي: ذلك الغيرَ] اللام في ½الغير¼ للعهد الذكري أي: تنبيهاً على أنّ ذلك الغير الذي هو خلاف مراده, ولو عبّر به كان أوضح لأنه العنوان المذكور في المعلَّل وإن لم يشترط في العهد الذكري اتّحاد العنوان. قوله ½والإرادة¼ عطف تفسير للقصد.