عنوان الكتاب: مختصر المعاني

تجديداً وإحداثاً من ½طَرَّيْتُ الثوبَ¼[1] (لنَشاط السامع وكان أكثر إيقاظاً للإصغاء إليه) أي: إلى ذلك الكلام لأنّ[2] لكلّ جديد لذّةً وهذا وجه حسن الالتفات على الإطلاق (وقد يختصُّ[3] مواقعُه بلطائف) غير هذا الوجه العامّ (كما في) سورة (الفاتحة فإنّ العبد إذا ذَكر الحقيقَ بالحمد عن قلب حاضرٍ يَجِدُ) ذلك العبد (من نفسه محرِّكاً للإقبال عليه) أي: على ذلك الحقيق بالحمد (وكلّما أَجرَى عليه صفةً من تلك الصفات العِظام قَويَ ذلك المحرِّكُ إلى أن يؤول الأمر إلى خاتمتِها) أي: خاتمة تلك الصفات يعني: ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ (المفيدةِ أنه) أي: ذلك الحقيق بالحمد (مالك الأمر كلِّه في يوم الجزاء) لأنه أضيف ½مالك¼ إلى ½يوم الدين¼ على طريق الاتّساع[4] والمعنى على الظرفيّة أي: ½مالك في يوم الدين¼،


 



[1] قوله: [من ½طَرَّيْتُ الثَوْبَ¼] تقول هذا إذا عملت بالثوب عملاً فصار كأنه جديد فقوله ½تجديداً¼ بيان للمعنى اللغَويّ وقوله ½وإحداثاً¼ بيان للمراد فإنّ إحداث هيئة أخرى لازم لتجديد الثوب. ثمّ هذه الفاءدة في غاية الظهور في النقل الحقيقيّ كما هو مذهب الجمهور, وكذا في النقل التقديريّ كما هو مذهب السكّاكي لأنّ السامع إذا سمع خلاف ما يترقّبه من الأسلوب حصل له زيادةُ نشاط ووفورُ رغبة في الإصغاء إلى الكلام.

[2] قوله: [لأنّ إلخ] علّة للعلّة أي: وإنّما يحصل للسامع إصغاء إلى الكلام عند النقل لأنّ لكلِّ إلخ. قوله ½وهذا¼ أي: كون الكلام أحسن تطرية وأكثر إيقاظاً. قوله ½على الإطلاق¼ أي: في كلّ موضع.

[3] قال: [وقد يختصّ] بصيغة المعلوم والمجهول لأنّ الاختصاص يجيء لازماً ومتعدِّياً يقال ½اختصّه فاختصّ¼. قال: ½مواقعه بلطائف¼ أي: بمحاسن ودقائق, والباء داخلة على المقصور, وهو من مقابلة الجمع بالجمع كـ½ركب القوم دوابّهم¼ أي: قد يكون في موضع وقع فيه الالتفات لطيفة مختصّة به سوى الوجه العامّ المذكور. قال: ½كما في الفاتحة¼ أي: كموضع الالتفات الذي في الفاتحة. قال: ½عن قلب¼ أي: ذكراً ناشئاً عن قلب لا ذكراً بمجرّد اللسان.

[4] قوله: [على طريق الاتّساع] أي: حيث أجري الظرف مجرى المفعول به فأضيف إليه اسم الفاعل مجازاً مع أنّ حقّه أن يضاف إلى المفعول به. قوله ½والمعنى على الظرفيّة إلخ¼ يعني أنّ التوسّع في مجرّد حذف ½في¼. قوله ½والمفعول محذوف¼ أي: نسياً منسيًّا فلا يرد ما قيل إنّ المقدّر كالملفوظ فكأنه قيل ½مالك يومِ الدين جميعَ الأمور¼ فيلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز في النسبة الإيقاعيّة إذ نسبة اسم الفاعل إلى الظرف مجاز وإلى المفعول به حقيقة, ثمّ هذا الإيراد والجواب مبنيّان على أنّ إضافة ½مالك¼ إلى ½يوم الدين¼ مجازيّة بمعنى اللام وإن جعلت حقيقيّة بمعنى ½في¼ والتوسّع إنما هو في حذف ½في¼ كما هو ظاهر المتن والشرح لم يرد السؤال أصلاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471