عنوان الكتاب: مختصر المعاني

الالتفات (من الخطاب إلى التكلّم) قول الشاعر (طَحَا) أي: ذَهَبَ (بِكَ قَلْبٌ فِي الْحِسَانِ طَرُوْبُ *) ومعنى ½طَروب في الحسان¼ أنّ له طرَباً في طلَب الحِسان[1] ونَشاطاً في مُراوَدتها (بُعَيْدَ الشَّبَابِ) تصغير ½بُعْد¼ للقرب[2] أي: حين ولّى الشباب وكاد ينصرم (عَصْرَ) ظرف زمان[3] مضاف إلى الجملة الفعليّة أعني قوله: (حَانَ) أي: قرب (مَشِيْبُ * يُكَلِّفُنِيْ لَيْلَى) فيه التفات من الخطاب في ½بك¼ إلى التكلّم ومقتضى الظاهر ½يُكَلِّفُكَ¼، وفاعل ½يُكَلِّفُنِيْ¼ ضمير القلب و½لَيْلَى¼ مفعوله الثاني، والمعنى يطالبني القلبُ بوصل ليلى، وروي ½تُكَلِّفُنِيْ¼[4] بالتاء الفوقانية على أنه مسنَد إلى ½لَيْلَى¼ والمفعول الثاني محذوف أي: ½شدائدَ فراقِها¼ أو


 



[1] قوله: [أنّ له طرَباً في طلب الحِسان] فيه إشارة إلى أنّ قوله ½في الحسان¼ متعلِّق بـ½طروب¼ وأنّ في الكلام حذفَ مضاف وأنّ ½طروب¼ صفة لـ½قلب¼, والطرب خفّة تعتري الإنسان لشدّة سرور أو حزن. قوله ½ونشاطاً في مراودتها¼ عطف تفسير على ما قبله فـ½نشاطاً¼ تفسير لـ½طرباً¼ تفسير مراد وقوله ½في مراودتها¼ أي: مطالبتها بالوصال تفسير لقوله ½في طلب الحسان¼.

[2] قوله: [للقرب] أي: للدلالة على أنّ زمان إذهاب القلب إيّاه قريب من زمان ذهاب شبابه. قوله ½وكاد ينصرم¼ أي: وكاد ينقطع بالكليّة, وفيه إشارة إلى بقاء بعض آثاره وأنّ قوله ½بعيدَ الشباب¼ بتقدير المضاف أي: بعيدَ معظّم الشباب, فقول الشارح ½أي: حين ولّى الشباب¼ بيان لظاهر المعنى وقوله ½وكاد ينصرم¼ بيان للمراد, وهذا على أنّ الشباب والمشيب متّصلان بلا فصل بزمن الكهولة وجعلِه من المشيب كما ذهب إليه بعض أهل اللغة وأمّا على تقدير الفصلِ به وجعلِه واسطة كما هو مذهب الجمهور فالمراد ببعيد الشباب زمان ذهابه بالمرّة, وعلى هذا فقوله ½وكاد ينصرم¼ غير ظاهر.

[3] قوله: [ظرف زمان] أي: بمعنى ½زمان¼ أو ½حين¼, وهو بدل من قوله ½بعيد¼. قوله ½فيه التفات إلخ¼ أي: في ½يكلِّفني¼ التفات إلخ؛ لأنّ الياء فيه للمتكلِّم.

[4] قوله: [وروي ½تُكَلِّفُنِيْ¼ إلخ] أي: والالتفات حاصل عليه أيضاً من الخطاب في ½بِكَ¼ إلى التكلّم؛ لأنّ مقتضى الظاهر أن يقول ½تُكَلِّفُكَ¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471