والإرادة (كقول القَبَعْثَرَى للحَجّاج وقد قال) الحجّاج (له) أي: للقبعثرَى[1] حالَ كونِ الحجّاج (متوعِّداً) إيّاه (½لأَحْمِلَنَّكَ على الأَدْهَم¼) يعني: القيدَ[2] هذا مقولُ قولِ الحَجّاج (½مِثْلُ الأميِر يَحمِلُ على الأدهم والأَشهَب¼) هذا مقولُ قولِ القبعثرَى، فأَبرزَ[3] وعيدَ الحجّاج في مَعرِض الوَعد وتَلقّاه بغيرِ ما يَترقّب بأنْ حَمَلَ ½الأَدهمَ¼ في كلامه على ½الفَرس الأَدهم¼ أي: الذي غَلب سَوادُه حتّى ذَهب البَياض وضَمَّ إليه ½الأَشهب¼[4] أي: الذي غَلب بَياضُه ومرادُ الحَجّاج إنما هو القيدُ، فنَبّهَ على أنّ الحَمل على الفرس الأَدهم هو الأَولى بأن يَقصِده الأميرُ (أي: مَن كان مِثلَ الأمير في السُّلطانِ) أي: الغَلَبة[5] (وبَسطةِ اليد) أي:
[1] قوله: [أي: للقبعثرَى] إشارة إلى مرجع الضمير, وهو كان من رؤساء العرب وفصحائهم وكان من جملة الخوارج الذين خرجوا على سيّدنا علي كرّم الله تعالى وجهه الكريم.
[2] قوله: [يعني: القيدَ] أي: يعني الحجّاج في هذا القول بالأدهم القيدَ من الحديد, ووجه توعّده إيّاه أنّ القبعثرى كان جالساً في بستان مع جماعة من إخوانه في زمن العنب الأخضر فذكر بعضهم الحجّاج فقال: اللهمّ سوّد وجهه واقطع عنقه واسقني من دمه, فبلغ ذلك الحجّاج فقال له: أنت قلت ذلك فقال نعم! ولكن أردت العنب الأخضر ولم أردك فقال لأحملنّك على الأدهم فقال مثلَ الأمير يحمل على الأدهم والأشهب فقال ويلك إنه لحديد فقال أن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً, فحمل الحديد أيضاً على خلاف مراده فإنّ الحجّاج أراد به المعدن المعروف فحمله القبعثرى على ذي الحدة.
[3] قوله: [فأبرز] أي: القبعثرى. قوله ½وعيدَ الحجّاج¼ أي: بحمله على الأدهم. قوله ½في معرض الوعد¼ أي: في صورته بحمل الأدهم على الفرس.
[4] قوله: [وضمّ إليه ½الأشهب¼] أي: تنبيهاً على أنّ الأولى أن يراد بالأدهم الذي يحمله عليه الفرس.
[5] قوله: [أي: الغلبة] إشارة إلى أنّ المراد بالسلطان السلطنة والغلبة. قوله ½أي: الكرم¼ تفسير لبسطة اليد, فالمراد ببسطة اليد سعتها أي: العطاء. قوله ½والمال والنعمة¼ عطف على السلطان لا من بقيّة تفسير بسطة اليد, وذكر النعمة بعد المال من ذكر العامّ بعد الخاصّ.