تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [الزخرف:٩]، وكقوله تعالى: ﴿قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ (٧٨) قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ﴾ [يس:٧٨-٧٩] (أو مقدّرٍ) عطف على ½محقّق¼ (نحو) قول ضرار بن نهشل يرثي يزيد بن نهشل (وَلْيُبْكَ يزيدُ) كأنه قيل: ½مَن يبكيه¼[1] فقال: (ضَارِعٌ) أي: يبكيه ضارعٌ ذليل (لِخُصُوْمَةٍ) لأنه كان[2] ملجأً للأذِلاّء وعوناً للضُعَفاء، تمامه: وَمُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطِيْحُ الطَوَائِحُ، والمختبط هو الذي يأتي إليك للمعروف[3] من غير وسيلة، والإطاحة الإذهاب والإهلاك، و½الطوائح¼ جمع ½مُطيحة¼ على غير القياس[4] كـ½لَوَاقِح¼ جمع ½مُلْقِحة¼، و½ممّا¼ يتعلّق بـ½مختبط¼ و½مَا¼ مصدريّة أي: سائل يسئل من أجل[5] إذهاب الوقائع مالَه، أو بـ½يبكي¼ المقدّرِ أي: يبكي لأجل إهلاك المنايا يزيدَ (وفضلُه) أي: رجحان نحو ½لِيُبْكَ يزيدُ ضارعٌ¼ مبنيًّا للمفعول (على خلافه[6]) يعني:
[1] قوله: [½من يكبيه¼] وذلك لأن صيغة المجهول منشأ الإبهام والإبهام منشأ السؤال. قوله ½أي: يبكيه ضارع¼ أي: فحذف ½يبكيه¼ المسند بقرينة السؤال المقدّر. قوله ½ذليل¼ تفسير لـ½ضارع¼.
[2] قوله: [لأنّه كان إلخ] تعليل للأمر بالبكاء على موت يزيد. قوله ½ومختبطٌ¼ عطف على ½ضارعٌ¼ قوله ½ممّا تطيح¼ أي: ممّا أطاحت, فالمضارع بمعنى الماضي لأنّ السؤال إنما يكون بعد الإطاحة.
[3] قوله: [للمعروف] أي: طالباً للمعروف والإحسان. قوله ½من غير وسيلة¼ أي: من غير عطيّة وهديّة يهديها ليعطيه أكثر منها أو من غير شفيع وواسطة.
[4] قوله: [على غير القياس] لأنّ ½فواعل¼ جمع قياسيّ لـ½فَاعِلة¼ و½فَعِيْلة¼ وأمّا ½مُفْعِلة¼ فقياسه أن يجمع على ½فَاعِلاَت¼ أو ½مَفَاعِل¼. قوله ½كلواقح إلخ¼ إذ القياس أن يجمع على ½مُلْقِحات¼ أو ½مَلاَقِح¼.
[5] قوله: [من أجل إلخ] إشارة إلى أنّ ½مِنْ¼ للتعليل و½مَا¼ مع الفعل مؤولة بمصدر, وإلى أنّ مفعول ½تطيح¼ محذوف وهو ½مالَه¼. قوله ½أو بيبكي¼ عطف على قوله ½بمختبط¼, قال المولى الجامي: وتعليقه بـ½يبكي¼ المقدّرِ يأباه سليقة الشعر لأنه لمّا بيّن سبب الضراعة ناسب أن يبيِّن سبب الاختباط أيضاًً.
[6] قال: [وفضله على خلافه إلخ] لمّا كان هنا مظنّة سؤال وهو أن يقال لماذا عدل الشاعر إلى هذا التركيب مع إمكان الأصل بأن يجعل ½يزيد¼ مفعولاً لـ½يبكي¼ و½ضارع¼ فاعلاً له, أجاب عنه بأنّ ما عدل إليه له فضل على ما عدل عنه فقال ½وفضله على خلافه إلخ¼.