½لِيَبْكِ يزيدَ ضارعٌ¼ مبنيًّا للفاعل ناصباً ليزيد ورافعاً لضارع (بتكرار الإسناد) بأن أُجمِل أوّلاً[1] (إجمالاً ثم) فُصِّل ثانياً (تفصيلاً) أمّا التفصيل فظاهر[2] وأمّا الإجمال فلأنه لمّا قيل: ½لِيُبْكَ¼ عُلِم أنّ هناك باكياً يُسنَد إليه هذا البكاء؛ لأنّ المسند إلى المفعول لا بدّ له من فاعل محذوف أقيم المفعول مقامه، ولا شكّ أنّ[3] المتكرِّر أوكد وأقوى وأنّ الإجمال ثم التفصيل أوقع في النفس (وبوقوع نحو ½يزيد¼ غيرَ فَضلة) لكونه مسنداً إليه[4] لا مفعولاً كما في خلافه (وبكون معرفة الفاعل كحصول نعمة غير مترقّبة[5] لأنّ أوّل الكلام غير مُطمِع في ذكره) أي: ذكرِ الفاعل لإسنادِ الفعل إلى المفعول وتمامِ الكلام به، بخلاف ما إذا بني للفاعل فإنّه مُطمِع في ذكر الفاعل؛ إذ لا بدّ للفعل من شيء يُسنَد هو إليه (وأمّا ذكره) أي:
[1] قوله: [بأن أجمِل أوّلاً] دفع ما يقال إنّ ظاهر عبارته فاسد لأنّ قوله ½إجمالاً ثمّ تفصيلاً¼ يقتضي أن يكون الإسناد قد تكرّر مجملاً ثمّ مفصَّلاً وأقلُّ ما يتحقّق به التكرار مرّتان فلزم أن يوجد الإسناد أربع مرّات وليس كك, وحاصل الدفع أنّهما ليسا معمولين لتكرار بل هما معمولان لمحذوف والتقدير: ½أجمل إجمالاً ثمّ فصِّل تفصيلاً¼, وفيه أنّه يلزم عليه حذف عامل المصدر المؤكّد وهو ممنوع.
[2] قوله: [فظاهر] لأنه لمّا أسند ½يَبْكِيْ¼ إلى ½ضَارِع¼ كان الفاعل المستحقّ للفعل مذكوراً بطريق التنصيص وهذا معنى الإسناد تفصيلاً. قوله ½وأمّا الإجمال إلخ¼ حاصله أنّ إسناد الفعل إلى المفعول يُشعِر بأنّ له فاعلاً يستحقّ الإسناد إليه ولم يذكر ذلك الفاعل أوّلاً وهذا معنى الإسناد إجمالاً.
[3] قوله: [ولا شكّ أنّ إلخ] إشارة إلى وجه صحّة الترجيح بالوجه المذكور. قوله ½أوقع في النفس¼ أي: أشدّ وقوعاً ورسوخاً فيها لأنّ في الإجمال تشويقاً والحاصل بعد الطلب أعزّ من منساق بلا تعب.
[4] قوله: [لكونه مسنداً إليه] لأنه نائب الفاعل, وإنما صحّ وقوع ½يزيد¼ غير فضلة مرجِّحاً لمناسبته للمقام وذلك لأنّ مدلول ½يزيد¼ هو المقصود بالذات لكون المرثية فيه فالمناسب أن يكون اسمه عمدة مقصوداً بالذات. قوله ½كما في خلافه¼ أي: في ½لِيَبْكِ يزيدَ ضارعٌ¼ فإنّ ½يزيدَ¼ فيه فضلة لكونه مفعولاً.
[5] قال: [نعمة غير مترقّبة] والنعمة الغير المترقّبة غير مشوبة بألم الانتظار وتعب الطلب فهي لذّة صرفة فتكون ألذّ, وهذا لا ينافي قولهم ½الحاصل بعد الطلب أعزّ¼ لأنّ هذا باعتبار الفرح وذاك باعتبار العزّة.