المسند السببيّ بجملة عُلِّقتْ على مبتدأ بعائد لا يكون مسنداً إليه في تلك الجملة، فخرج المسند في نحو ½زيد منطلق أبوه¼ لأنه مفرد[1] وفي نحو ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:١] لأنّ تعليقها على المبتدأ ليس بعائد[2] وفي نحو ½زيد قام¼ و½زيد هو قائم¼ لأنّ العائد فيهما مسند إليه، ودخل فيه[3] نحو ½زيد أبوه قائم¼ و½زيد قام أبوه¼ و½زيد مررت به¼ و½زيد ضربت عمراً في داره¼ و½زيد ضربته¼ ونحو ذلك من الجمل التي وَقَعتْ خبرَ مبتدأ ولا تفيد التقوّيَ، والعمدة في ذلك تتبّع كلام السكّاكي لأنا لم نجد هذا الاصطلاح لمن قبله (وأمّا كونه) أي: المسند (فعلاً فللتقييد) أي: تقييد المسند (بأحد الأزمنة الثلاثة) أعني الماضيَ وهو الزمان الذي قبل زمانك[4] الذي أنت فيه......................................................
[1] قوله: [لأنه مفرد] أي: ليس بجملة فإنّ الوصف مع مرفوعه لا يصير جملة, ولا يرد على هذا أنه قد جعل الوصف في ½رجل كريم أبوه¼ وصفاً سببيًّا مع أنه مفرد لأنه إنما يشترط في سببيّ كونه جملة إذا كان مسنداً لا إذا كان نعتاً, لكن يطلب منه وجه الفرق بين المسند والنعت.
[2] قوله: [ليس بعائد] أي: ليس متلبِّساً بعائد لأنّ المبتدأ والخبر فيه متّحدان لكون الخبر تفسيراً للمبتدأ فلا يحتاج إلى العائد, واعلم أنّ المسند فيه كما أنه ليس سببيًّا كك ليس بفعليّ لأنهما إنما فيما إذا تغاير المبتدأ والخبر, فلا يرد أنه إذا لم يكن سببيًّا كان فعليًّا فيدخل في ضابطة الإفراد مع أنه جملة.
[3] قوله: [ودخل فيه إلخ] في إدخاله في المسند السببيّ نظر يعلم ممّا سبق. قوله ½ولا تفيد التقوّي¼ أي: لعدم تكرّر الإسناد فيها. قوله ½في ذلك¼ أي: في تفسير السببيّ وقيوده من حيث الإدخال والإخراج.
[4] قوله: [قبل زمانك] فيه أنّ ½قبل¼ ظرف زمان فيصير المعنى أنّ الماضي هو زمان في زمان متقدِّم على زمانك, فإن كان عينَ الزمان الذي جُعِل ظرفاً له لزم أن يكون الشيء ظرفاً لنفسه وإن كان غيرَه لزم أن يكون للزمان زمان آخر هو ظرف له وكلاهما باطل, والجواب أنّ المراد بـ½قبل¼ مجرّد التقدّم فكأنه قال: الزمان المتقدِّم على زمانك, على أنّ هذا تدقيق فلسفيّ لا ينظر إليه أهل اللغة والعرف لابتناء مباحثهم على الظواهر دون تلك التدقيقات التي لم يخطر ببالهم شيء منها. قوله ½الذي أنت فيه¼ أي: وقتَ التكلّم وغيره من الأفعال.