أجزائه في الوجود والزمانُ جزءًا من مفهوم الفعل كان الفعل مع إفادته التقييدَ بأحد الأزمنة الثلاثة مفيداً للتجدّد وإليه أشار بقوله (مع إفادة التجدّد كقوله) أي: كقول طريف بن تميم (أَوَ كُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ) هو متسوَّق[1] للعرب كانوا يجتمعون فيه فيتناشدون ويتفاخرون وكانت فيه وقائع (قَبِيْلَةٌ * بَعَثُوْا إِلَيَّ عَرِيْفَهُمْ) وعريفُ القوم القيِّم بأمرهم[2] الذي شهر وعُرف بذلك (يَتَوَسَّمُ) أي: يصدر عنه تفرّسُ الوجوه[3] وتأمّلُها شيئاً فشيئاً ولحظةً فلحظةً (وأمّا كونه) أي: المسنَد (اسماً فلإفادة عدَمِهما) أي: عدم التقييدِ المذكور وإفادةِ التجدّد يعني: لإفادة الدوامِ[4] والثبوتِ لأغراض تتعلّق بذلك (كقوله: لاَ يألَفُ الدِّرْهمُ المضْرُوبُ صُرَّتَنَا *) وهو ما يَجتمع فيه الدراهمُ (لكِنْ يَمُرُّ عَلَيها وهو مُنْطَلِقُ) يعني: أنّ الانطلاق مِن الصُّرّة ثابت للدرهم دائماً[5] قال الشيخ عبد القاهر: موضوع الاسم...................................
[1] قوله: [هو متسوَّق] بفتح الواو المشدّدة اسم لمكان البيع والشراء من ½تسوّق القوم¼ أي: باعوا واشتروا, وهذه السوق تقام بصحراء نخلة والطائف هلال ذي القعدة وتستمرّ عشرين يوماً تجتمع فيها قبائل العرب يتناشدون ويتفاخرون بذكر أنسابهم وبما يلبسونه من الثياب وما يحملونه من السلاح.
[2] قوله: [القيِّم بأمرهم] أي: رئيسهم المتولّي للبحثِ عنهم والكلامِ في شأنهم. قوله ½وعُرف بذلك¼ أي: بالقيام بأمرهم, وهذا إشارة إلى وجه تسميته عريفاً.
[3] قوله: [تفرّسُ الوجوه] أي: وجوه الحاضرين ليتعرّفني فيأخذون بثأرهم منّي لأنّ لي في كلّ قوم جنايةً, وهذا مدح في العرب للجريء. قوله ½وتأمّلها إلخ¼ تفسير لقوله ½تفرّسُ الوجوه¼ وبيان للمعنى المراد المستفاد بحسب المقام لا بحسب الوضع فلا ينافي ما مرّ من أنّ مدلول الفعل هو التجدّد بمعنى الحصول بعد أنْ لم يكن.
[4] قوله: [يعني: لإفادة الدوامِ إلخ] أي: يعني المصـ بإفادة عدمهما إفادةَ الدوام المقابل للتقييد بزمن مخصوص وإفادةَ الثبوت المقابل للتجدّد, أمّا إفادة الاسم الثبوتَ أي: تحقّقَ المحمول للموضوع فبحسب الوضع وأمّا إفادته الدوام فبحسب قرينة خارجيّة لا بحسب الوضع كما سيجيء. قوله ½لأغراض تتعلَّق بذلك¼ أي: تناسب بالثبوت والدوام كالمدح والذمّ والمبالغة.
[5] قوله: [ثابت للدرهم دائماً] أي: كون المسند ههنا اسماً للإشعار بأنّ الدراهم ليس لها استقرار مّا في صرّتنا, وهذا مبالغة في مدحهم بالكرم, وفي قول الشاعر: ½لكن يمرّ عليها إلخ¼ تكميل حسن إذ قوله ½لا يألف الدرهم إلخ¼ ربما يوهم أنه لا يحصل له جنس الدراهم فأزال ذلك التوهّم بهذا الاستدراك.