عنوان الكتاب: مختصر المعاني

قصراً غيرَ حقيقيٍّ[1] وكذا القياس في قوله تعالى: ﴿لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون:٦]، ونظيره ما ذكره[2] صاحب "المفتاح" في قوله تعالى: ﴿إِنۡ حِسَابُهُمۡ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّيۖ ﴾ [الشعراء:١١٣] مِن أنّ المعنى: حسابهم مقصور على الاتّصاف بـ½على ربّي¼ لا يتجاوزه إلى الاتصاف بـ½على غيره¼، فجميع ذلك[3] من قصر الموصوف على الصفة دون العكس كما توهّمه بعضهم (ولهذا) أي: ولأنّ التقديم يفيد التخصيص (لم يُقدَّم الظرف) الذي هو المسند على المسند إليه (في ﴿لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ﴾ [البقرة:٢]) ولم يقل ½لا فيه ريب¼ (لئلاّ يفيد) تقديمُه عليه (ثبوتَ الريب في سائر كتب الله تعالى) بناءً[4] على اختصاص عدم الريب بالقرآن، وإنّما قال: ½في سائر كتب الله تعالى¼؛ لأنه المعتبر في مقابلة القرآن كما أنّ المعتبر في مقابلة خمور الجنّة هي خمور الدنيا[5] لا مطلق المشروبات وغيرها (أو التنبيهِ) عطف على ½تخصيصِه¼


 



[1] قوله: [قصراً غيرَ حقيقيٍّ] أي: على كلا الاحتمالين. قوله ½وكذا القياس إلخ¼ فمعناه أنّ دينكم مقصور على الاتّصاف بكونه لكم لا يتجاوزه إلى الاتّصاف بكونه لي وديني مقصور على الاتّصاف بكونه لي لا يتجاوزه إلى الاتّصاف بكونه لكم, وهذا لا ينافيه أنه يتّصف به أمته المؤمنون لأنه قصر إضافيّ.

[2] قوله: [ونظيره ما ذكره إلخ] أي: نظيره في كونه قصر موصوف على الصفة في باب الظرف لا نظيره في الحصر لتقديم المسند إذ المسند فيما ذكره مؤخَّر على الأصل. قوله ½من أنّ إلخ¼ بيان لـ½ما¼.

[3] قوله: [فجميع ذلك] أي: فجميع الأمثلة المذكورة في المتن والشرح. قوله ½من قصر الموصوف¼ وهو عدمُ الغول ودينُكم وديني وحسابُهم. قوله ½على الصفة¼ وهي الكون في خمور الجنّة والكون لكم والكون لي والكون على ربّي. قوله ½دون العكس¼ أي: ليس من قصر الصفة على الموصوف لأنّ الحمل على هذا العكس يستدعي كون تقديم المسند لقصر المسند على المسند إليه والقانون أنه لقصر المسند إليه على المسند. قوله ½كما توهّمه بعضهم¼ وهو العلاّمة الخلخاليّ.

[4] قوله: [بناءً إلخ] علّة للمنفيّ أي: لقوله ½يفيد ثبوتَ الريب إلخ¼. قوله ½وإنما قال إلخ¼ أي: ولم يقل ½في سائر الكتب¼. قوله ½لأنه المعتبر في مقابلة القرآن¼ أي: دون سائر الكتب لأنّ التخصيص إنما هو باعتبار النظير الذي يتوهّم فيه المشاركة وهو هنا باقي الكتب السماويّة فقط.

[5] قوله: [هي خمور الدنيا] أي: ولذلك قلنا في مفاد قوله تعالى: ﴿لَا فِيهَا غَوۡلٞ﴾ [الصافات:٤٧] ½إنّ عدم الغول مخصوص بخمور الجنّة دون خمور الدنيا¼ ولم نَقُل ½دون سائر المطعومات والمشروبات¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471