الفصل لأنّ معنى قولنا: ½تميميٌّ أنا¼ هو أنه مقصور على التميميّة لا يتجاوزها إلى القَيسيّة (نحو: ﴿لَا فِيهَا غَوۡلٞ﴾ [الصافات:٤٧] أي: بخلاف خمور الدنيا) فإنّ فيها غَولاً، فإنْ قلتَ: المسند[1] هو الظرف أعني: ½فيها¼ والمسند إليه ليس بمقصور عليه بل على جزء منه أعني: الضمير المجرور الراجع إلى خمور الجنة، قلتُ[2]: المقصود أنّ عدم الغول مقصور على الاتّصاف بِـ½فِي خمور الجنة¼ لا يتجاوزه إلى الاتّصاف بـ½في خمور الدنيا¼، وإن اعتبرتَ النفيَ[3] في جانب المسند فالمعنى: أنّ الغول مقصور[4] على عدم الحصول في خمور الجنة لا يتجاوزه إلى عدم الحصول في خمور الدنيا، فالمسند إليه مقصور على المسند........
[1] قوله: [فإن قلت: المسند إلخ] هذا وارد على قول المصـ ½بخلاف خمور الدنيا¼ الذي يفيد أنّ القصر إنما هو على جزء من المسند وهو الضمير العائد إلى خمور الجنّة وخلافُه خمور الدنيا فلا يصحّ التمثيل بهذه الآية لتقديم المسند لقصر المسند إليه على المسند.
[2] قوله: [قلت إلخ] جواب بمنع قول المعترض: ½بل على جزء منه¼. قوله ½على الاتّصاف بـ½في خمور الجنّة¼ أي: عدم الغول مقصور على الكون في خمور الجنّة, فالمقصور عليه هو متعلَّق الظرف لأنّ الحكم الثابت للظرف إنما يثبت له باعتبار متعلَّقه, ولم يصرِّح الشارح بالمتعلَّق لظهوره وذكر الاتّصاف إشارة إلى أنّه من قصر الموصوف وهو عدم الغول على الصفة وهي الكون في خمور الجنّة.
[3] قوله: [وإن اعتبرتَ النفيَ] عطف على مقدّر أي: ما ذكر من معنى الآية إن اعتبرتَ النفيَ في جانب المسند إليه وجعلتَه جزءاً منه وإن اعتبرتَ النفيَ في جانب المسند وجعلتَه جزءاً منه فالمعنى إلخ. فالقضية موجبة معدولة الموضوع على الأوّل وموجبة معدولة المحمول على الثاني وليست بسالبة فتفيد حصر نفي الغول عن خمور الجنّة.
[4] قوله: [مقصور إلخ] أي: الغول مقصور على الاتّصاف بعدم كونه في خمور الجنّة فهو أيضاً من قصر الموصوف وهو الغول على الصفة وهي عدم الحصول في خمور الجنّة.