كقوله صلى الله عليه وآله وسلم[1]: ((المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ والمنافِقُ خِبٌّ لَئيمٌ)) حمل المعرّف باللام مفرداً كان أو جمعاً على الاستغراق[2] بعلّةِ إيهامِ أنّ القصد إلى فرد دون آخر مع تحقّق الحقيقة فيهما ترجيحٌ لأحد المتساويين على الآخَر، ثم ذَكَر في بحث حذف المفعول أنه قد يكون[3] القصد إلى نفس الفعل بتنزيل المتعدّي منزلةَ اللازم ذَهاباً في نحو ½فلان يعطي¼ إلى معنى يفعل الإعطاء ويوجد هذه الحقيقة إيهاماً للمبالغة بالطريق المذكور في إفادة اللامِ الاستغراقَ، فجعل المصنّف قوله[4] ½بالطريق المذكور¼ إشارةً إلى قوله: ½ثمّ إذا كان المقام خَطابيًّا لا استدلاليًّا حمل المعرّف باللام على الاستغراق¼ وإليه أشار بقوله: (ثمّ) أي: بعد كونِ الغرض ثبوتَ أصل الفعل وتنزيلِه منزلةَ اللازم من غير اعتبارِ كونه كنايةً
[1] قوله: [كقوله صلّى الله عليه وآله سلّم إلخ] مثال للمقام الخَطابيّ. قوله ½غِرٌّ¼ أي: غافل عن دقائقِ أمور الدنيا وحيلِ الناس لصرفه العقل عن أمور الدنيا فينخدع لا للجهل والغباوة بل لكرمِ طبعه وحسنِ خلقه. قوله ½كَرِيْمٌ¼ أي: جيِّد الأخلاق. قوله ½وَالْمُنَافِقُ¼ أي: نفاقاً عمليًّا. قوله ½خَبٌّ¼ أي: خدّاع كثير المخادعة يخدع الناس بقوله وفعله, واللئيم ضدّ الكريم.
[2] قوله: [على الاستغراق] أي: على استغراق الأحاد في المفرد واستغراق الجموع في الجمع. قوله ½بعلّةِ إيهامِ¼ الباء للسببيّة متعلِّقة بـ½حمل¼ وإضافة العلّة إلى الإيهام بيانيّة والمراد بالإيهام الإيقاع في الوهم والذهن أي: بسبب علّة هي إيقاع في ذهن السامع أنّ القصد أي: التفاتَ السامع إلى فرد إلخ. قوله ½ترجيح لأحد إلخ¼ أي: فدليل العموم والحمل عليه ظنّي وهو الترجيح المذكور.
[3] قوله: [أنه قد يكون إلخ] الضمير للشأن. قوله ½القصد¼ أي: الالتفات من المتكلِّم. قوله ½بتنزيل¼ أي: بسبب تنزيل الفعل المتعدّي منزلة اللازم. قوله ½ذَهاباً¼ أي: حال كون المتكلِّم ذاهباً إلى أنّ المراد من الفعل نفس الحقيقة. قوله ½ويوجد هذه الحقيقة¼ عطف تفسير. قوله ½إيهاماً¼ علّة للذهاب أي: وإنما ذهب المتكلِّم إلى ذلك لأجل أن يوقع في وهم السامع أنّ قصده المبالغة. قوله ½بالطريق المذكور¼ أي: وهذه المبالغة تتحصل بالطريق المذكور وهي قوله ½إنّ القصد إلى فرد دون آخر إلخ¼.
[4] قوله: [فجعل المصـ قوله] أي: قول السكّاكي. قوله ½إشارة إلى قوله¼ أي: قول السكّاكي. قوله ½وإليه¼ أي: وإلى الجعل المذكور المفهوم من قوله ½جعل المصنِّف إلخ¼ أو إلى الطريق المذكور.