عنوان الكتاب: مختصر المعاني

تخيّلات فاسدة لا طائل تحتَها فلَم نتعرّض لها (والأوّل) وهو أن يُجعَل[1] الفعل مطلقاً كناية عنه متعلِّقاً بمفعول مخصوص (كقول البُحْتَرِيّ[2] في المُعتَزّ بالله) تعريضاً بالمستعين بالله (شَجْوُ حُسَّادِهِ[3] وغَيْظُ عِدَاهُ * أَنْ يَرَى مُبْصِرٌ وَيَسْمَعَ وَاعٍ أي: أن يكون ذو رؤية وذو سمع فيُدرِكَ) بالبصر (مَحاسِنَه) وبالسمع (أَخبارَه الظاهرةَ الدالّةَ على استحقاقه الإمامةَ دون غيرِه فلا يَجِدوا) نصب عطف على ½يُدرِكَ¼[4] أي: فلا يجد أعداؤُه وحُسّاده الذين يتمنَّون الإمامةَ (إلى مُنازَعته) الإمامةَ (سبيلاً) فالحاصل أنه نَزَّل ½يَرَى¼ و½يَسْمَع¼ منزلةَ اللازم أي: مَن يصدر[5] عنه السَّماعُ والرؤيةُ من غير تعلّق بمفعول مخصوص، ثم جَعَلهما[6] كنايتَين عن الرؤية والسَماع المتعلِّقَين بمفعول مخصوص هو   


 



[1] قوله: [وهو أن يجعل إلخ] تعيين للأوّل. قوله ½تعريضاً¼ أي: حال كون البحتري معرِّضاً بالمستعين بالله وهو أخو المعتزّ الممدوح, فمراد الشاعر بالحسّاد والإعداء المستعين بالله ومن وافقه.

[2] قال: [كقول البُحْتَرِيِّ] بضمّ الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وفتح التاء المثنّاة الفوقانية وهو أبو عبادة الشاعر المشهور من شعراء الدولة العبّاسية, نسبة بُحْتر أبي حي من طي. قال: ½في المعتزّ بالله¼ أي: في مدحه, وهو ابن المتوكِّل على الله أحد الخلفاء العبّاسية الذين كانوا ببغداد.

[3] قوله: [شجو حسّاده] أي: حزنهم. قوله ½وغيظ عداه¼ مرادف لما قبله. قوله ½أن يرى إلخ¼ خبر لـ½شجو¼ وهذا من قبيل إقامة للسبب مقام المسبّب لأنّ الرؤية والسماع ليسا نفس الشجوِ والغيظِ بل سببهما.

[4] قوله: [عطف على ½يُدْرِكَ¼] وهو منصوب عطفاً على ½يَكُوْنَ¼ المنصوب بـ½أَنْ¼, وإنما عطفه على ½يُدْرِكَ¼ لأنّ إدراك محاسن الممدوح يترتّب عليه أنّ أعداءه وحسّاده الذين يتمنّون الإمامة العظمى لا يجدون سبيلاً إلى منازعته فيها لأنّ نزاعهم إيّاه فيها فرع وجود مُساعدٍ لهم ولا مساعد لهم لإطباق الرائين والسامعين على أنه الأحقّ بها لأنه ذو المحاسن والأخبار الظاهرة دون غيره.

[5] قوله: [من يصدر إلخ] أي: أن يوجد من يصدر إلخ, ولو قال ½أي: صدور سماع ورؤية¼ لكان أحسن لأنه تفسير للفعل اللازم الذي نزِّل منزلته ½يَرَى¼ و½يَسْمَع¼ على قياس ½يُعْطِيْ¼ فإنّ معناه يوجد الإعطاء.

[6] قوله: [ثمّ جعلهما] أي: ثمّ جعل الشاعر الرؤية المطلقة والسماع المطلق. قوله ½المتعلِّقين بمفعول مخصوص إلخ¼ وذلك لأنه هو الذي يغيظ العدو لا مطلق وجود رؤية وسماع.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471