على أن لا يبقى فيه غيرُ التفكّر فافهم (وإمّا لدفع توهّمِ إرادةِ غيرِ المراد) عطف على ½إمّا للبيان¼ (ابتداءً) متعلق بـ½توهّم¼[1] (كقوله: وَكَمْ ذُدْتَ) أي: دفعتَ (عَنِّيْ مِنْ تَحَامُلِ حَادِثٍ *) يقال: ½تَحامَل فلان عليّ¼ إذا لم يعدل، و½كَمْ¼ خبريّة[2] مميِّزها قوله: ½من تحامل¼، قالوا وإذا فصل بين ½كَمْ¼ الخبريّةِ ومميِّزِها بفعل متعدٍّ وجب الإتيان بـ½مِنْ¼ لئلاّ يلتبس بالمفعول، ومحلّ ½كَمْ¼ النصبُ على أنها مفعول ½ذُدْتَ¼، وقيل المميِّز محذوف[3] أي: ½كم مرّة¼، و½مِنْ¼ في ½مِنْ تحامُل¼ زائدة، وفيه نظر للاستغناء عن هذا الحذفِ والزيادةِ[4] بما ذكرناه (وَسَوْرَةِ أَيَّامٍ) أي: شدّتِها[5] وصُولتِها (حَزَزْنَ) أي: قطعن اللحم (إِلَى الْعَظْمِ) فحذف المفعول
[1] قوله: [متعلِّق بـ½توهّم¼] ويجوز تعلّقه بـ½دفع¼ لكنّ الأوّل هو المناسب لما سيأتي في المتن. قوله ½أي: دفعت¼ تفسير اللفظ. قوله ½يقال تحامل إلخ¼ التحامل هو الظلم وإضافته في البيت إلى الحادث إمّا حقيقة أي: كم دفعتَ من تعدّي الحوادث الدهريّة عليّ أو بيانيّة أي: من الظلم الذي هو حادث الزمان.
[2] قوله: [و½كَمْ¼ خبريّة إلخ] وجعلُها استفهاميّة محذوفة المميِّز أي: كم مرّة أو كم زماناً لادّعاء الجهل بعدده لكثرته تعسّفٌ. قوله ½وجب الإتيان بمِنْ¼ كقوله تعالى: ﴿كَمۡ تَرَكُواْ مِن جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ﴾ [الدخان:٢٥] و﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۢ﴾ [القصص:٥٨]. قوله ½لئلاّ يلتبس بالمفعول¼ أي: لئلاّ يلتبس المميِّز بمفعول ذلك الفعل المتعدّي.
[3] قوله: [وقيل المميِّز محذوف] أي: و½كَمْ¼ خبريّة على حالها. قوله ½زائدة¼ أي: في الإثبات على مذهب الأخفش, و½تَحَامُل¼ على هذا مفعول لـ½ذُدْتَ¼, والجملة خبر عن ½كَمْ¼ والرابط فيها محذوف والمعنى: مرّات كثيرة ذدت عنّي تحامل الحوادث فيها.
[4] قوله: [عن هذا الحذفِ والزيادةِ] أي: عن حذفِ المميِّز وزيادةِ ½مِنْ¼ اللذَينِ هما خلاف الأصل. قوله ½بما ذكرناه¼ أي: من الوجه الأوّل فإنه غنيّ عن الحذف والزيادة فيكون أرجح.
[5] قوله: [أي: شدّتِها] تفسير اللفظ. قوله ½وصُولتِها¼ عطف تفسير. قوله ½أي: قطعن اللحم¼ تفسيرُ اللفظ وإشارةٌ إلى حذفِ المفعول وتعيينِه, وإنما قال الشاعر ½حَزَزْنَ¼ بلفظ الجمع مع أنّ الضمير يرجع إلى السورة لأنّ لكلِّ يوم سورة أو لما ذكره الرضي من أنّ المضاف قد يكتسب الجمعيّة من المضاف إليه كما في قوله: فَمَا حُبُّ الدِيَارِ شَغَفْنَ قَلْبِيْ * وَلَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِيَارَا.