السلام (وَلاَ رَأَى مِنِّيْ))) أي: العورةَ[1] (وإمّا لنكتة أخرى) كإخفائِه[2] أو التمكّنِ من إنكاره إن مسّتْ إليه حاجة أو تعيّنِه حقيقةً أو ادّعاءً أو نحوِ ذلك (وتقديم مفعوله) أي: مفعول الفعل (ونحوه) أي: نحوِ المفعول من الجارّ والمجرور والظرف والحال وما أشبه ذلك[3] (عليه) أي: على الفعل (لردّ الخطأ في التعيين كقولك: ½زيداً عرفتُ¼ لمن اعتقد أنك عرفتَ إنساناً) وأصاب في ذلك (و) اعتقد (أنه غير زيد) وأخطأ فيه (وتقول لتأكيده) أي: تأكيد هذا الردّ[4] ½زيداً عرفتُ (لا غيره¼) وقد يكون لردّ الخطأ في الاشتراك[5] كقولك: ½زيداً عرفتُ¼ لمن اعتقد أنك عرفتَ زيداً وعمراً وتقول لتأكيده:
[1] قوله: [أي: العورةَ] أي: فحذف هذا المفعول لاستقباح ذكره, ولك أن تقول إنّ الحذف هنا لتأكيد أمر ستر العورة حتّى أنّه يستر لفظها عن السامع.
[2] قوله: [كإخفائه] كقولك ½الأمير يحبّ¼ عند قيام قرينة عند المخاطب أنّ المراد ½يحبّني¼ فتُخفِي نفسك خوفاً من أن تُحسَد. قوله ½أو التمكّن من إنكاره¼ كأن يقال ½أخزى الله¼ عند القرينة على أنّ المراد ½زيداً¼. قوله ½أو تعيّنه حقيقة¼ كقولنا ½نحمد ونشكر¼ أي: الله فإنه المحمود والمشكور حقيقة. قوله ½أو ادّعاءً¼ أي: أو تعيّنه ادّعاءً نحو ½أعظِّم¼ أي: الأمير فتحذفه لادّعاء أنّه لا يستحقّ التعظيم في البلد غيره. قوله ½أو نحوِ ذلك¼ كإيهام صون اللسان عنه نحو ½لعن الله¼ أي: الشيطان, أو كإيهام صونه عن اللسان نحو ½نمدح ونعظِّم¼ أي: محمّداً صلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
[3] قوله: [وما أشبه ذلك] كالمفعول له وغيره ممّا يجوز تقديمها على الفعل نحو ½في الدار جلست¼ و½عند العالم جلست¼ و½ماشياً جئت¼ و½تعظيماً قمت¼ و½يوم الجمعة صمت¼.
[4] قوله: [أي: تأكيد هذا الردّ] أي: المسمّى بقصر القلب, وقال في "الأطول" أي: لتأكيد هذا التقديم لا لتأكيد ردّ الخطأ لأنّ المؤكَّد في المتعارف هو المُفِيد الأوّل لا مُفادُه ألا ترى أنك تجعل في ½جاء زيد زيد¼ الثاني تأكيداً للأوّل فلا يغرّنّك قول الشارح المحقِّق ½أي: تأكيد هذا الردّ¼.
[5] قوله: [لردّ الخطأ في الاشتراك] أي: لردّ المتكلِّم خطأ المخاطب في اعتقاده الاشتراك في مفعول الفعل ويسمّى هذا الردّ قصر الإفراد, وقد يكون التقديم للتعيين كقولك ½زيداً عرفتُ¼ لمن اعتقد أنّك عرفتَ إنساناً لكنّه جاهل بعينه, ويسمّى هذا قصر التعيين.